لطالما شكّل الفنّ تأثيراً أساسياً في العمليّة الإبداعيّة لنارسيسو رودريغيز. فوفق قوله، ينتمي الفنّانون والمصممون المبدعون إلى الفئة عينها من الأشخاص ذوي حسّ بصري قوي، ويبتكر كلّ منهم عملاً بوجهة نظر خاصّة وإرهاف مميّز. ويقول في هذا السياق: «إنّ الفنانين والمهندسين والمصمّمين المبدعين مراقبون حريصون يقدّمون ترجمات وابتكارات فريدة. سواء كان الابتكار قطعة ثياب أو لوحة، تبرز النتيجة على شكل غرض شخصي وجميل يمنح بهجة كبيرة للجميع. الناس في حاجة إلى الفنون ويقدرونها، جميعنا متعطّشون إلى الجمال والابتكار». وتلعب لوحة الألوان دوراً مهمّاً في عمليّة رودريغيز التصميميّة. يشتهر كاختصاصي في مجال التلوين، يفكّر «باللونَين الأسود والأبيض. فالأسود يتمتّع بعنصر بصري قوي ويكون مليئاً بالغموض، في حين يجسّد اللون الأبيض النقاء. معاً، يولّد اللونان مجتمعان وهماً، ويكون كلّ منهما جميلاً على الجسم. إنهما يعبّران عن الشكل والإطلالة من دون عناء. منذ اليوم الأوّل، كانت درجات الألوان الطبيعية مهمّة أيضاً في مجموعاتنا، إذ يُشكّل تألّق المرأة جزءاً من إرهافها تماماً مثل جسدها. وتُعدّ درجات الألوان الطبيعية العارية، المتورّدة في هذه الحالة، شديدة الإغراء». ويعتقد رودريغيز أنّ العطر هو التوقيع الأكثر حميميّة لدى المرأة، إذ يمنحها تحفيزاً حسيّاً وتألّقاً داخليّاً، ويجعلها تشعر بتميّزها. ويتجلّى ذلك في الصورة التي تعكسها، فعندما تشعر المرأة بجاذبيّتها وغموضها وقوّتها مهما كانت تفعل وترتدي، يمنحها ذلك قوّة باطنيّة». ويستعرض رودريغيز ألوان العطور الثلاثة في مجموعته NARCISO بكلّ تأنّ. إنّ العطر الأوّل، NARCISO eau de parfum، هو عطر دافئ بلون الأبيض الحجري، وهو مستوحى من حجر اكتشف خلال رحلة إلى مكان ولادة أفروديت. لا يلتقط هذا اللون الأبيض الخاصّ النقاء الجمالي فحسب، بل يشير أيضاً إلى الرومانسيّة الأسطوريّة للعطر. ويرمز اللون المتورّد في NARCISO eau de parfum poudree إلى أقصى درجات الإغراء، في حين يوحي اللون الأسود الخاصّ بعطر NARCISO eau de toilette إلى الغموض.