اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «أن الكيان الصهيوني الغاصب يريد إلحاق الضرر بالشعب اللبناني لأن صمود هذا الشعب حطم كبرياءه أمام العالم». وحذر «إسرائيل والولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية»، داعيا إياها الى «وقف التحريض على الفتنة في لبنان إذا كانت لا تريد أن ينقلب الشعب ضدها». وقال في خطاب في يزد: «أنتم على منحدر خطر يقودكم نحو الهاوية وطريقتكم في التصرف تظهر أن تداعيكم يتسارع». وأضاف في الخطاب الذي بثه التلفزيون مباشرة: «عبر تصرفاتكم هذه، تسيئون لسمعتكم. أوقفوا تدخلكم وإذا لم توقفوا تحريضكم على الفتنة (في لبنان) فان الأمة اللبنانية ودول المنطقة سيقطعون يدكم القذرة المتآمرة». وانتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بشدة «التدخل الأميركي- الإسرائيلي لعرقلة الوفاق اللبناني». وقال خلال لقائه الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر الثاني لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في أبو ظبي، إن إيران «تدعم التقارب والوفاق بين اللبنانيين بحيث لا يفسحوا المجال أمام أحد للدخول على خط الخلافات بينهم». وزاد: «على رغم وجود تعقيدات جديدة، هناك من ينفخ في نار المحكمة الدولية ليس من أجل كشف المجرمين بل للنيل من لبنان ووحدة اللبنانيين». ونقلت وكالة «فارس» عن لاريجاني تأكيده «أن الأميركيين والصهاينة لم يحتملوا الهدوء الذي أقرته المقاومة في لبنان وبالتالي حاولوا العبث به من خلال خطة صبيانية». وأشار لاريجاني الى «المحكمة الدولية الشكلية في قضية اغتيال رفيق الحريري»، وقال: «طرح في هذه المحكمة تقرير، سارع الرئيس الأميركي الى تأييده ودعمه من دون أن يحافظ على حياده ويتظاهر على الأقل بأن المحكمة تحظى باستقلالية». وأكد «أن هؤلاء سيتضررون في النهاية بسبب هذه التصرفات»، معتبراً «أن قادة المقاومة يتمتعون بقدر من الكياسة والفطنة وبإمكانهم إدارة الموقف بشكل جيد». وفي بيروت، تلقى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أمس، اتصالاً من لاريجاني من أبو ظبي تناول التطورات واعمال المؤتمر، وتمنى عليه دعم اقتراح لبنان المتعلق بمسيحيي الشرق. ونقل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، الذي زاره في الرابية تشديد طهران «على الوحدة الوطنية بين كل الأطراف اللبنانية إلى أن نصل إلى الذروة في هذا الإطار. كما أكدنا أن الحوار هو الطريق الأمثل لاجتياز هذه المرحلة وبلوغ الاستقرار». وعن قول وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن المملكة رفعت يدها عن الوضع في لبنان، قال: «نحن أعلنا مواقفنا سابقاً، إن إيران تدعم كل المساعي التي تبذل لأجل الوحدة الوطنية والحوار اللبناني. ومن هذا المنطلق، لا نزال على الموقف نفسه وسنستمر عليه». وعن خطورة الوضع بعد كلام الرئيس بري والسيد حسن نصرالله إن ما بعد القرار الاتهامي ليس كما قبله، قال أبادي: «هذه الأمور من القضايا الداخلية اللبنانية. وما حصل اليوم يثبت أحقية الموقف الذي أكدناه، هو أن الإسرائيليين والمتعاملين معهم في الساحة الدولية، وخصوصاً الولاياتالمتحدة، لا يريدون الثبات والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عموماً، ولبنان خصوصاً. علينا أن نأخذ العبرة مما قام به الإسرائيليون لإحباط المسعى السوري - السعودي، فنتماسك ونتضامن أكثر من أي يوم مضى». وعما اذا سمع شهادة الرئيس سعد الحريري في التحقيق الدولي، قال: «لنؤكد المبادئ العامة ولا ندخل التفاصيل التي لا تعنينا أصلاً. وندعو الكل إلى الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية».