نفت السفارة السعودية في تونس المزاعم التي تحدثت عن طلب مكتب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من السفارة ترتيب إجراءات سفره إلى المملكة ومنحه اللجوء السياسي خلال الأزمة الأخيرة التي عصفت بالبلاد، مؤكدة أن السفارة السعودية في تونس لم توفر أي ملجأ للرئيس التونسي السابق، ولم تقم بإجراء أي اتصال أو ترتيب لنقله وأفراد عائلته إلى المملكة، في وقت تستعد فيه السفارة لتوفير رحلة جديدة يوم الخميس المقبل لنقل بقية الرعايا السعوديين إلى المملكة. وقال السفير السعودي لدى تونس عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر أمس ل«الحياة»: «نستنكر مثل هذه المزاعم، فنحن في السفارة لم نعلم عن وصول الرئيس السابق إلى المملكة إلا في اليوم التالي من خروجه من تونس، فمغادرته من تونس كانت بترتيب من الجهات الرسمية التونسية التابعة للرئيس السابق زين العابدين بن علي، مؤكداً في الوقت ذاته ان السفارة لم تقدم اللجوء إلى أي تونسي خلال الأزمة الحالية التي تمر بها تونس بعد الإطاحة بالرئيس السابق ولم يطلب منها احد ذلك. هناك مزاعم تونسية وتقارير لقنوات فضائية تحدثت أن مكتب الرئيس التونسي السابق اتصل بالسفارة لترتيب وتسهيل سفره إلى المملكة بعد خروج الأمور عن السيطرة؟ - هذا الأمر غير صحيح، فالسفارة السعودية هنا لم تقم بأي دور يتعلق بترتيب أو تسهيل سفره إلى المملكة، وطلب إخلائه من تونس تمّ كما يبدو بترتيب من جهات تونسية له ولأفراد عائلته، فقد خرج من تونس وهو يعلم الجهة التي سيلجأ إليها، وقد رتبوا وضعه قبل أن تحصل المشكلة خوفاً من استخدام القوة أو الاستيلاء على القصر الرئاسي من المتظاهرين، وهو خرج قبل أن تزحف المظاهرات بوقت، وقبل أن تتمكن الجهات المعارضة له من الشعب وغيرهم من التوجه للقصر الرئاسي. وهل لجأ إلى السفارة السعودية احد من أعوانه أو أتباعه في تونس؟ - لا أبداً، لم يلجأ إلينا أي أحد سواء الرئيس أو غيره، فهو قام «بتدبير نفسه» ومرافقيه وأخذوا طائرة واتجهوا إلى (مالطا)، وبعدها مباشرة إلى الشرق الأوسط كما ذكرت وسائل الإعلام، نحن في السفارة لم نكن نعلم وجهته إلا في اليوم التالي، عندما توجه إلى السعودية وتحديداً إلى جدة، والمملكة رحبت به وبأفراد أسرته، وهذا الأمر ليس مستغرباً، فالمملكة حكومة وشعباً ترحب بكل من يطلب منها العون ويستغيث بها في الظروف الصعبة التي يمر بها خصوصاً أن عائلته معه، وكما قلت لك الرئيس غادر ولم نعلم إلا في اليوم التالي، الأمر رتب من الجهات التونسية التابعة للرئيس هنا. هناك استثمارات سياحية لسعوديين في تونس هل طاولها التخريب بخاصة أنها تمت في عهد الرئيس السابق ؟ - من المعروف أن اكبر استثمار سياحي سعودي هو في منطقة «البحيرة، فالمنطقة مستثمرة من رجل أعمال سعودي، ومجموعة مستثمرين سعوديين آخرين، وهذه المواقع عليها حراسات من الأمن الداخلي التونسي والحماية عليها مستمرة ولم تردنا أي شكاوى تتعلق بحالات سرقة أو نهب أو تخريب في تلك الممتلكات. ولكن هناك استثمارات سعودية بالشراكة مع عائلة الرئيس التونسي السابق ربما يطاولها التخريب؟ - الاستثمارات السعودية في تونس هي وفق القوانين والأنظمة الاستثمارية التونسية سواء مع رجال أعمال «تونسيين» أم غيرهم فالاستثمارات السعودية كما قلت لك هنا لم يطاولها أي عملية تخريب ونحن نراقب الوضع ولكن الحراسات والاحتياطات التي تتخذها الجهات التونسية كفيلة في الوقت الحالي بحماية تلك المرافق وغيرها بخاصة وأن القوات المسلحة التونسية هي التي تسيطر على الوضع. الآن كيف تصف لنا الوضع السياسي والأمني في تونس؟ - لا نستطيع أن نجزم أن العملية انتهت في الوقت الحالي، الأمور تتحسن، لكن يبدو أنها ستأخذ وقتاً أطول حتى تستقر الأوضاع وتشكل الحكومة الجديدة لأن هذا الوقت وقت حرج ولا يمكن أن نتصور المستقبل القريب كيف يكون ولكن إذا شكلت الحكومة في وقت قصير واستطاعت أن تعيد الاستقرار وتضبط مسارات البلاد في جميع النواحي الأمنية والاجتماعية وتحافظ على الاستقرار وتثبت الأوضاع كما كانت من ناحية سيطرة الدولة، يمكن أن نتفاءل حينها، ولكن الأمور الآن تسير ببطء وحذر، ونحن نتمنى من جميع التونسيين أن يتوصلوا إلى حلول سريعة للحفاظ على بلادهم. بالأمس وصلت إلى جدة رحلة من تونس هل أقلت عوائل أعضاء البعثة الديبلوماسية السعودية كافة؟ - الرحلة التي أقلعت من مطار تونسقرطاج كانت طائرة (ايرباص) وعليها 260 راكباً، وتشمل عوائل الديبلوماسيين من زوجاتهم وأطفالهم، تم نقلهم إلى المملكة لأن الأمن إلى الآن لم يستتب بالصورة المطلوبة، ولم نر في وجودهم هنا أي مصلحة، من المصلحة بقاؤهم في المملكة خلال الفترة الحالية إلى أن تهدأ حال البلاد، وتتضح الأمور وتعود إلى طبيعتها من ناحية المدارس والجامعات والاستثمارات وحتى المواطنين الذين يقضون أوقاتاً طويلة هنا في تونس، وبالفعل لم تشمل الرحلة السعوديين كافة. هل هناك رحلة أخرى سيتم توفيرها لبقية الرعايا السعوديين بخاصة وان بعضهم لم يتمكن من اللحاق بالرحلة الأولى على رغم وصولهم إلى المطار؟ - نعم، طلبنا توفير رحلة من المقرر أن تكون يوم الخميس المقبل في التوقيت نفسه للرحلة الماضية الرابعة عصراً، وسيستقلها المواطنون الذين لم يتمكنوا من اللحاق بالرحلة الأولى لأن الرحلة الأولى ضمت سعوديين وبعض الإخوة الخليجيين المضطرين فالسفارة السعودية في تونس تسعى لتقديم خدماتها كافة للمضطرين كافة من مواطنين سعوديين ومواطني مجلس التعاون الخليجي وغيرهم، والأسر هنا تعاني وضعاً صعباً، لأنهم قلقون على دراسة أبنائهم، والارتباطات المعروفة، فبقاؤهم هنا ليس آمناً بالقدر المأمول فالترتيب الذي توصلنا إليه أن بقاء الرعايا في تونس ليس فيه مصلحة وليس فيه أمن عليهم، وعلى إثر ذلك تم ترتيب وصول طائرات لهم يوم الأحد الماضي، فالمطار يشهد ازدحاماً من الجنسيات كافة التي تريد العودة إلى بلادها ولكن نحن في السفارة السعودية نطمئن عوائل الرعايا السعوديين بأن السفارة تقوم بتقديم التسهيلات والخدمات كافة من أجل الحفاظ على رعاياها من المواطنين السعوديين وضمان عودتهم إلى المملكة العربية السعودية في الوقت المناسب وبإذن الله خلال الرحلة المقبلة يوم الخميس.