وعد والد الطفلة «يارا» الذي يتهم مستشفى خاصاً بتدهور حالها الصحية وإهمالها، بتنفيذ «تهديده بكشف حقيقة الخطأ الطبي الذي تعرضت له طفلته حتى في حال لم يكن مقدراً العيش لها»، مؤكداً أنه لا يمانع من إجراء التشريح للتأكد ومعرفة حقيقة ما حدث لها. وطالب والد «يارا» عوض المطيري في حديثه ل«الحياة» بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في ما حدث لصغيرته، مشدداً في الوقت ذاته على عزمه على ملاحقة المتسببين في تدهور حالها الصحية، «حتى يرتدع المهملون الذين لا يأبهون بأطفال تأتمنهم أسرهم عليهم». وقال المطيري: «ولدت يارا سليمة وبعد نحو شهر اكتشفنا أنها تعاني من مرض الربو، فأخذتها فوراً إلى الطبيبة في المستشفى الذي ولدت فيه، فأكدت أن مشكلتها صغيرة وهي عبارة عن مجرد تشوه خلقي بسيط، ولن تحتاج إلى جراحة على الأقل في هذه السن الصغيرة، وكذلك لن تشكل لها مشكلة في حياتها». وتابع: «قالوا لي في المستشفى إنهم سيرسلون ملفها إلى أحد المستشفيات الكبرى للتأكد فقط، بسبب توافر الأجهزة والإمكانات المتطورة فيه»، مؤكداً أنها عادت بعد ذلك إلى حالها الطبيعية، وبدأ وزنها يزداد وتكلمت وتحركت»، مضيفاً «بعد شهرين عاد المستشفى للاتصال بي وأخبروني أن درسهم لحالها كشف لهم أنها بحاجة إلى جراحة، فقابلت الجراح وأكد لي بساطة الجراحة وأن نسبة نجاحها تصل إلى 90 في المئة، وأوضح لي أن الجراحة الصعبة ستحتاجها يارا بعد سنة». وبحسب تطمينات الطبيب وافق والد يارا على إجراء الجراحة، إذ إن سلامة ابنته هي غايته، لكنه فوجئ بطلبهم موافقته لإجراء جراحة ثانية لابنته ولما تمض 24 ساعة على جراحتها الأولى، فوافق على مضض خوفاً عليها، على رغم عدم اقتناعه بإجراء جراحتين متتابعتين خلال أقل من يوم لطفلة في هذه السن، لكن المستشفى أكد له أن عدم أجرائها ربما يشكل خطراً على حياتها. وشهد المطيري بعد الجراحة تدهور حال طفلته التي نقلت إلى حضانة خاصة، كما يقول، مؤكداً أنه كان يتابع إهمالاً من غالبية الطاقم الطبي المشرف على حال يارا، وفجأة لم تعد تستطيع الرضاعة إلا من طريق أنفها ثم بدأت تعجز عن التحرك، وفقدت بصرها «وكل ذلك بسبب إهمال الممرضة المسؤولة عنها في الحضانة، وانقطاع الأوكسجين عنها جراء ذلك»، كما يدعي المطيري. وتابع الوالد سرد حكاية ابنته: «عاد الطبيب وحاول إنعاشها، ولكن بعد أن أصيبت بالشلل وفقدان البصر، ثم انتفاخ المعدة والأمعاء، ولها اليوم (أمس الإثنين) تسعة أيام على هذا الوضع، ولم يلتفت لندائي أحد من المسؤولين في المستشفى، أشاهد ابنتي تنطفئ يوماً بعد آخر، وهم يقولون لي إنهم لا يعرفون السبب ولا يستطيعون فعل شيء خوفاً عليها». وطالب المطيري الجهات المسؤولة بأن تقوم لجنة مستقلة للتحقيق في هذه القضية، مؤكداً أنه تقدم بشكوى إلى مدير المستشفى وأخرى إلى مدير الشؤون الصحية، ولن يتوقف حتى يصل إلى ولاة الأمر لإنصافه. وفي الطرف المقابل للقضية، أوضح مدير العلاقات العامة في المستشفى الذي ترقد فيه الطفلة نجيب يماني ل «الحياة» أن المضاعفات التي أصابت الطفلة لم تكن بسبب خطأ أو إهمال أثناء الجراحة أو بعدها. وقال: «هو أمر بيد الله». وأضاف يماني: إنه في حال تم توجيه تهمة رسمية للمستشفى سيقدم إثباتات رسمية وموثقة تؤكد عدم حدوث أخطاء طبية أدت إلى تدهور حال الطفلة، مؤكداً في الوقت ذاته أن موقف والد الطفلة طبيعي ومن حقه القلق على طفلته.