«جدة غير... قت» شعار حوله مدونون ومتصفحون إلى شعار المرحلة الحالية التي تعيشها «العروس» بعد أن تداولوه أمس (السبت) على نطاق واسع عبر غالبية «وسائل الإعلام البديل» مقتبسين فكرته من الشعار الشهير للمدينة الساحلية الذي يراد به التعبير عن تميزها وتفردها بين بقية المدن السعودية المعروف ب«جدة غير» ليتحول إلى شعار ساخر يعبر عن مشكلة وصفها مختصون ب«المشكلة المركبة» التي تعاني منها مدينة المرافئ البحرية الأولى في البلاد. الكباري التي أنشئت «زعماً» على أحدث المواصفات غرقت بكميات المياه التي هطلت ليل أمس (السبت)، والشوارع الرئيسة اختفت مفاصلها الأساسية، الأحياء تحولت إلى بحيرات، والمدارس أغلقت أبوابها، والمواطنون يعزفون عن الذهاب إلى أعمالهم، وحدها جامعة الملك عبدالعزيز مرة أخرى تصر على دوام طلابها. هكذا بدا المشهد صباح أمس (السبت) في المدينة الساحلية التي تفاجأ سكانها بحال الخراب الذي طاولها جراء مياه المطر الذي تساقط عليها في ظل عجز «أمانتها» بمضخاتها ومعدات شفطها التي أعدتها سابقاً عن حل ولو بسيط من المشكلة ف«الشق أكبر من الرقع» كما عبّر عن ذلك مدونون مستاؤون من وضع جدة. وعلى رغم المحاولات التي بذلتها أمانة محافظة جدة في سحب المياه من الشوارع التي استمرت على مدى أسبوعين جراء ما يعرف ب«أمطار الخميس» توقفت أمس الجهود لتعود إلى نقطة الصفر الأمر الذي فتح المجال للخبير البيئي الدكتور عبدالعزيز إبراهيم المفدى لطرح تساؤل عن مدى استعداد الأمانة لمواجهة الحالات الطارئة عطفاً على استعانتها بأجهزة ومعدات المقاولين المتعاقدة معهم لسحب المياه وارتباكها في نشر الفرق الميدانية. وأكد المفدى ل«الحياة» أن الواقع يوضح أن الأمانة عاجزة تماماً وهي مشكلة لا تتعلق بها وحدها بل أن المشكلة كما وصفها ب«المركبة» تشترك فيها أطراف عدة لا تستثني أحداً من الإدارات الحكومية حتى الأجهزة الرقابية التي تشرف على مراقبة تنفيذ المشاريع. وقال: «يعد كوبري الملك عبدالله الجديد وغرقه المتوالي أثناء هطول الأمطار على المحافظة خير شاهد على سوء التنفيذ وضعف الرقابة والارتباك في تنفيذ خطط الطوارئ على المدى المحلي كأقل تقدير». ولم يستبعد المدير العام للدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي أمس الطلب من وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة خلال الأسبوع الجاري أياماً أخرى إذا ما هطلت أمطار بكميات كبيرة كالتي حدثت أخيراً، إلا أنه استبعد ذلك الأمر حالياً. وأكد ل«الحياة» أن توقفها يستند على ما يرد من تحذيرات من هيئة الأرصاد ومدى تحقيق المصلحة في ذلك، مشيراً إلى أن إدارته باشرت فك احتجاز مركبات حاصرتها المياه في شمال المحافظة ووسطها، إضافة إلى استمرار التنسيق مع الأمانة لسحب المياه والتبليغ عن حالات الاحتجاز بعد نشر أكثر من 30 فرقة لمباشرة الوضع.