حتى وقت قريب، لم تسمع غالبية الفلسطينيين بجمهورية غوايانا، لكن غالبيتهم سمعت بهذه الدولة الصغيرة الواقعة شمال شرقي أميركا اللاتينية بعدما نشرت وسائل الإعلام الفلسطينية أمس وأول من أمس نبأ اعترافها، بدولة فلسطين على حدود عام 1967. وغوايانا هي سادس دولة لاتينية تعترف بدولة فلسطين في الأسابيع القليلة الماضية، إلى جانب كل من البرازيل، والأرجنتين، وبوليفيا، والإكوادور، وتشيلي، تضاف إلى ذلك دولتان من هذه القارة اعترفتا بدولة فلسطين عقب إعلانها عام 1988 هما كوبا ونيكاراغوا. وشكلت الاعترافات الأخيرة بالدولة الفلسطينية ثمرة لجهد فلسطيني واسع بدأ في الأشهر الأخيرة، واستهدف جلب اعتراف جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين استعداداً لاحتمال التوجه إلى الجمعية لطلب اعترافها بدولة فلسطين قبل نهاية العام الحالي، بعد انتهاء موعد أيلول (سبتمبر). وكان الرئيس محمود عباس أعلن هذا الخيار واحدا من سبعة خيارات حددتها السلطة الفلسطينية بدائل محتملة للعمل الديبلوماسي الفلسطيني في حال عدم العودة إلى المفاوضات. وقال في غير لقاء إنه سيتوجه إلى مجلس الأمن لطلب اعترافه بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وفي حال استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار، فإنه سيتوجه إلى الجمعية العامة لطلب الاعتراف استناداً إلى البند المعروف باسم «اتحاد من اجل السلام»، وهو بند تلجأ إليه الدول في حال اعتراض أحد أعضاء مجلس الأمن على مشروع قرار. ويقول مسؤولون فلسطينيون إنه المبدأ الذي لجأت إليه اميركا في حرب الكوريتين. ووضع الفلسطينيون أيلول (سبتمبر) موعداً لتحرك سياسي تاريخي باتجاه الدولة الفلسطينية، متسلحين بإعلان الرئيس باراك اوباما عنه موعداً لانتهاء المفاوضات، وإعلان «اللجنة الرباعية الدولية» عنه موعداً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإعلان الحكومة الفلسطينية عنه موعداً لاستكمال خطة إقامة مؤسسات الدولة المستقلة. وقال وزير الخارجية رياض المالكي ل «الحياة» إن وزارته تعمل على الخريطة لجلب اعتراف دول العالم بدولة فلسطين قبل التوجه إلى الجمعية العامة المتوقع قبل نهاية العام. وتظهر الخريطة الموضوعة على مكتب المالكي وجود 110 دول تعترف بدولة فلسطين من مجموع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددها 192 دولة. ومن بين الدول التي تستهدفها الحملة الفلسطينية 17 دولة كاريبية بعضها لا يتعدى عدد سكانها 12 ألف نسمة. وقال المالكي إن الديبلوماسية الفلسطينية لم تصل إلى تلك الدول في السابق، بخلاف الديبلوماسية الإسرائيلية التي أقامت علاقات قوية مع بعضها، مشيراً إلى أن أربعاً من هذه الدول تصوّت إلى جانب إسرائيل في المحافل الدولية حتى لو كانت ظالمة بصورة مكشوفة مثل ماكرونيزيا. وأضاف أن هذه الدول، على صغر حجم الكثير منها، تحظى بصوت في الجمعية العامة مثل دولة عظمى كبيرة العدد مثل الصين. وكان الهدف الأول للحملة الفلسطينية دول قارة اميركا اللاتينية. وقال المالكي إن الحملة نجحت في جلب اعتراف ست دول من دول أميركيا اللاتينية بدولة فلسطين، وأن دولتين هما الأوروغواي والبوروغواي وعدتا بالاعتراف بها في غضون الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة. وأضاف أن العمل جار في هذه المرحلة لجلب اعتراف الدول المتبقية من قارة اميركا الجنوبية، مثل السلفادور وغواتيمالا وبيرو وغيرها. ورجح أن تعترف دولة البيرو بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل لدى انعقاد القمة العربية الأميركية اللاتينية المشتركة في عاصمتها ليما، وقال: «على الأرجح أن تقدم بيرو على هذه الخطوة تكريماً للوفود العربية إلى هذه القمة التي ستعقد في 16 شباط (فبراير) المقبل. وكانت الدول العربية والإسلامية ودول المعسكر الاشتراكي وغالبية الدول الأفريقية اعترفت بدولة فلسطين عقب الإعلان عنها عام 1988. وقال المالكي إن أربعة دول فقط من الدول الأفريقية البالغ عددها 53 دولة لم تعترف بفلسطين، وأن العمل جار لإقناعها على الاعتراف بها في المرحلة المقبلة. وأضاف أن «اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود عام 1967 يشكل ضغطاً سياسياً كبيراً على إسرائيل». وتابع: «إذا نجنا في جلب اعتراف الأممالمتحدة بنا كدولة، فإن الخطوة التالية لنا هي مطالبة إسرائيل عبر المنظمة الدولية الانسحاب من أراضي دولة محتلة، دولة تعترف بها الأممالمتحدة».