تستنفر الأسر السعودية خلال الأسبوع الجاري طاقتها استعداداً للاختبارات النصفية التي تبدأ الأسبوع المقبل، وسط تشديد من وزارة التربية والتعليم على حضور الطلاب وتهيئتهم لأجواء الاختبارات، في الوقت الذي انتشرت فيه على مواقع الإنترنت عروض الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى تلخيصات المناهج المطورة بأسعار متفاوتة. وأوضح معلمون أن الروتين السنوي للاختبارات أصبح معروفاً للجميع، مشيرين إلى أن تهيئة المنزل للاختبارات أمر ضروري، حتى يؤدي الأبناء مذاكرتهم في أجواء هادئة بعيدة عن تشتيت الذهن والشد، محذرين في الوقت نفسه من مدرسي الدروس الخصوصية الذين ينشطون في هذه الفترات. وأشار أخصائي التربية المعلم أمين الهاني إلى أن «تهيئة الطالب للاختبارات يجب أن تتجاوز النظرة السلبية للاختبار، باعتباره حداً فاصلاً بين النجاح والفشل، لأن هذين المفهومين أوسع بكثير من أداء اختبار في مادة من المواد الدراسية في أي مرحلة من مراحل التعليم»، مؤكداً على «التفاؤل بالنجاح والحذر من التفكير السلبي، والسقوط فريسةً للمخاوف من الفشل، فذلك يؤدي إلى اهتزاز ثقة الطالب بنفسه ويحرمه من الاستقرار الذهني، الذي هو بحاجة إليه في هذه الأوقات». وأضاف أن «الأسرة مطالبة بمساعدة أبنائها على تنظيم وقتهم، والعمل الجاد على ذلك بطريقة مناسبة، تُراعي فيها تقسيم الوقت بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، من خلال وضع جدول للمذاكرة يعتبر خطوة ضرورية ومهمة جداً للطالب لتهيئته علمياً للمواد»، مضيفاً أن «الأسرة كذلك مطالبة باختيار المكان المناسب للمذاكرة ،وترتيبه، من حيث التهوية والإضاءة. وتنظيم الكتب والمذكرات بشكل يسهل الرجوع إليها، والجلوس بوضعية صحيحة ومريحة، وتهيئة الجو المحيط بالطالب، بحيث يمتاز بالهدوء وعدم الانشغال بأمور أخرى تعيقه عن التركيز. وإبعاده عن المؤثرات الخارجية كافة، التي تشغل عن المذاكرة، مثل الضوضاء الناتجة عن الراديو أو التلفزيون، أو متابعة الأحداث الرياضية التي قد تستقطع جزءاً مهماً من وقت الطالب، أو اختيارها ضمن فترة الراحة التي يتمتع بها أثناء المذاكرة». وأشار إلى أن المعلم بدوره، عليه أن يعمل على توفير الاستعداد الذهني للطالب، وحثه على الابتعاد عن السهر الزائد ، وأخذ الكفاية من النوم والراحة، والتغذية المناسبة لأن الجوع والإرهاق الجسماني من أهم ما يجعل الطالب غير قادر على التحصيل والمذاكرة. وحول الدروس الخصوصية، أوضح المعلم علي الزهراني أنه مع قرب الاختبارات، يستغل عدد من المدرسين الخصوصيين، حاجة الطلاب، خاصة من هم في الثانوية العامة، ويقومون بإستغلالهم من خلال المراجعة معهم استعداداً للاختبارات، دون مراعاة لنظامية هذه الدروس أو الاستفادة المتحصلة منها للطالب. وأشار إلى أن هذه الظاهرة «بدأت تأخذ طريقها في المجتمع السعودي بسبب بعض المعلمين القادمين من مجتمعات تقوم بهذا الأمر، وتعتبره مصدر دخل للمعلمين الذين يعانون من تدن في رواتبهم»، مضيفاً أنه خلال الأيام المقبلة «ستنشر في الكثير من الأماكن العامة عناوين وأرقام هواتف لمعلمين، يقومون بإعطاء دروس خصوصية، وللأسف تم الكشف خلال السنوات الماضية عن مدرسين أجانب، يقومون بإعطاء دروس خصوصية، وهم غير مؤهلين، وبعضهم حرفيون لم ينالوا شهادة جامعية». وأضاف أن الدروس الخصوصية «في حاجة إلى أن توضع على طاولة الدراسة لدى وزارة التربية والتعليم، بنظرة مختلفة عن السابق، التي تتهم المعلم فقط، وإنما تأخذ الطالب والمعلم والأسرة، وكذلك المدرسة التي يدرس فيها الطالب، وتقف على مواطن الخلل وتصلحها، فهي مسألة خطرة إذا أصبحت ضمن ثقافة المجتمع، وان تقود حملة توعوية بحقيقتها (سلبياتها وإيجابياتها)، على الطالب والأسرة والمدرسة».