أوضحت المملكة العربية السعودية، أنها سعت في إطار رؤية شاملة وواضحة لتعزيز الإصلاحات والارتقاء بالمجتمع السعودي وبناء مؤسسات المجتمع المدني، ليكون لها دور إيجابي في عملية الإصلاحات في المملكة، إذ أسهمت أطياف المجتمع السعودي كافة من أكاديميين وأدباء ورجال دين وإعلام وحقوقيين وغيرهم بفعالية في بلورة هذه الرؤية، باعتبار أن الأصل في الإصلاحات أن تنبع من الداخل، وتنسجم مع المبادئ التي نؤمن بها، وتتواءم مع هوية المجتمع السعودي وثقافته القائمة على مبادئ الشورى والعدل والمساواة، وتلبي حاجات المجتمع ومتطلباته، وتصب في النهاية في خدمة المواطن واستقراره وتطلعاته مع الاستفادة من خبرات وتجارب المجتمعات الأخرى، وبما يتوافق مع الحاجة لذلك. جاء ذلك في كملة المملكة التي ألقاها وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير أمام الدورة السابعة لمنتدى المستقبل في مجموعة الثمانية المنعقد حالياً في العاصمة القطرية (الدوحة) بعنوان الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا. وعبّر في بداية الكلمة عن شكر وتقدير المملكة العربية السعودية لقطر لاستضافة الدورة السابعة لمنتدى المستقبل بالشراكة مع كندا، منوهاً بما تحقق من انجازات خلال الدورات السابقة التي شكلت منعطفاً مهماً لتحقيق أهداف هذا المنتدى، والمتمثلة في تبادل الآراء والأفكار بين الدول الصناعية ودول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والعمل على تعزيز آليات الشراكة بين الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني، بما يؤطر لأسس الحوار البناء المثمر الذي من شأنه أن يعزز من مسار الاستقرار والإصلاحات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المنسجمة مع القيم الثقافية والسياسية في مجتمعاتنا. واستعرض بعض ما أنجزته المملكة في إطار تواصلها مع مؤسسات المجتمع المدني كافة، وأفاد بأن المملكة العربية السعودية تدرك أن مشاركة الفعاليات والمؤسسات في المجتمع السعودي في رسم استراتيجية الإصلاح في المملكة وكيفية تنفيذها تهدف بالدرجة الأولى إلى توسيع دور هذه المؤسسات في الحياة العامة، والإسهام بايجابية في تحقيق التنمية الشاملة والتطوير، كما تشكل رافداً مساعداً من روافد اتخاذ القرار، وفي هذا الإطار تم إنشاء العديد من هذه المؤسسات، منها على سبيل المثال: هيئة حقوق الإنسان، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة الصحافيين السعوديين ومركز الحوار الوطني، إضافة إلى تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية، مثل البرنامج الوطني للأمان الأسري، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وجمعية الأطفال المعوقين، وجمعية النهضة النسائية الخيرية.