كالعادة نغض الطرف عن الأخطاء المتراكمة ونصم آذاننا عن النقد ولو كان إيجابياً غايته التعديل وليس التشفي، ونمعن في المكابرة والإخفاقات والسقوط للأسفل يتوالى، ثم نستيقظ بعد خراب الديار. قرار اللحظة الأخيرة الموقت، ليس إلا محاولة يائسة لامتصاص الغضب وإعادة الأمور لمسارها الذي خرجت عنه كثيراً، وحالنا المزرية مع بيسيرو «المفلس» الذي ظل يجرنا نحو الهاوية يثير العجب، فمذ تسلّم قيادة دفة التدريب في المنتخب وهو لم يقدّم ما يشفع له ولم يُضف أي جديد للكرة السعودية، ولم نحقق تحت قيادته أي إنجاز، بل عدنا للخلف في التصنيف الدولي بمرتبة ورقم مزعج جداً لا يقارن بما كنا عليه قبل تشريفه. سلاسل من فشل كالجبال وطعنات نجلاء في الصميم ستظل علامات سوداء في تاريخ مسيرة منتخباتنا الوطنية، ويكفي أن تفقد الكرة السعودية هيبتها وتتجرأ عليها دول كانت بالأمس نسياً منسياً لندرك حجم الكارثة، لا تقولوا إن غيرنا يعمل لأن تلك إدانة لنا بأننا توقفنا ونضب معيننا وبقينا نبكي على أطلال الماضي التي لن تعود، لكن العجب العجاب في الأمر كله أنه عند كل سقوط نجد من يتعامى عن أخطاء المدرب، وينافح عن قدراته الخارقة ويمنحه مزيداً من الوقت والثقة في نفسه لإغراقنا، وقد كان. لم تكن إقالة بيسيرو هي التي ستعيد التوهّج للكرة السعودية، كما هي إعادة الجوهر المُعفى قبله بناء على طلبه أو رغماً عنه، لأن الخرق اتسع على الراقع ولم يعد يجدي معه الرتق أو التعديل، وكل ما كان سيحدث مع الجوهر (لو حدث) ما هو إلا رد فعل نفسي فقط كان الممكن أن يخدمه فيه الحظ، فكلنا يعلم قدراته الفنية وإمكاناته، فلا نكابر مرة أخرى وننسب له ما ليس فيه. بعد إخفاق التأهل لكأس العالم تم إسكاتنا بلجان وخبراء التطوير، وحتى الآن لم يثبت أن هذه اللجان لها دور على أي صعيد، فهل كانت شكلية؟ وما مصير موازناتها الضخمة التي رصدت؟ والأهم ماذا قدمت على أرض الواقع؟ الأسئلة تحاصرنا ولا جواب، ويبدو أن الجميع كان ينتظر فزعة الجوهر لإنقاذ السفينة من «الغرق». [email protected]