حولت فتاة سعودية حلمها في «الإنتاج الفني الإعلامي والتوزيع التلفزيوني والسينمائي» إلى واقع، حين افتتحت بُشرى العيدي قبل أيام مؤسستها، التي تسعى إلى «إنتاج أعمال فنية تلفزيونية وسينمائية مبدعة وهادفة»، بحسب قولها، بتمويل من «صندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات»، في بلد لا يزال يتحفظ عن إنشاء دور سينما، على رغم كثافة الإنتاج السينمائي. وقررت العيدي، بعد ان أنهت أخيراً دراستها في تخصص «إدارة الأعمال والإخراج السينمائي» في «أكاديمية نيويورك لصناعة الأفلام السينمائية»، أن تعود إلى بلدها، حاملة معها عدداً من الأفكار السينمائية، وسط إصرار منها على «إعادة رسم معايير الإنتاج الفني، في ظل الخبرات المُستقلة المُبدعة»، مضيفة «لنكن الرواد نحو فضاء إعلامي هادف، يحتضن القيم، ويتميز بالاحترافية وبنظرة شمولية، ويسعى لإخراج أمة مفكرة وقوية، لا بد أن نعزز ونعالج وننمي ونساند بما يساهم في تحقيق حضارة مشرقة، يمتد أثرها إلى الأسرة والمجتمع». عندما عادت العيدي، كانت تطمح لتأسيس «شبكة تواصل بين المخرجين والمنتجين والفنيين المبتدئين، لتأصيل المساندة وتبادل الخبرات، فبدأت في التفكير ملياً في تأسيس مؤسسة سعودية مُتخصصة في الإنتاج الفني الإعلامي والتوزيع التلفزيوني والسينمائي، ابتداءً من الأفلام الوثائقية والبرامج الثقافية والتعليمية، مروراً بالحملات الإعلامية والخدمات الإعلانية، وانتهاءً بالأعمال السينمائية». وبعد أن ترجمت حلمها على أرض الواقع، بدأت تُشعل حراكاً في الوسط السينمائي، «للحصول على تميز وعمل متمرس»، فغادرت إلى الصين، ضمن وفد «صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات»، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية «كحظوة لتوطيد العلاقات بين شباب البلدين». وعملت العيدي على إنتاج فيلم سينمائي بعنوان «على الطريق إلى الصين»، لنقل حضارة هذه البلاد. وتقول حول الفيلم: «تمكنت من إنتاج وإخراج فيلم وثائقي يقدم للمشاهدين نافذة لمتابعة رحلة شيقة، وتجربة شباب سعوديين مع نظرائهم الصينيين، إضافة إلى الفعاليات التي انخرطنا فيها هناك، ومنها المنتدى الشبابي الذي أقيم أثناء الزيارة، بهدف تعزيز التواصل والحوار، والتعرف على ثقافة البلدين، لناحية الحضارة والاقتصاد والتكنولوجيا. كما يسلط الفيلم الضوء على العلاقة القائمة بين البلدين، والجهود المتميزة لنسج علاقات أقوى اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً»، مضيفة: «يقود الفيلم إلى قلب جمهورية الصين الشعبية، ومشاهدة حضارتها القديمة، بكل ما فيها من فنون وعلم». وتعتقد العيدي أن «الإعلام المرئي أثبت قدرته الفعالة على رسم ملامح ثقافية متعددة للأجيال. كما لا يخفى أثره في تثقيف ورفع قدرات الأجيال الفتية، لذا تبذل المملكة جهوداً داعمة لدفع عجلة صناعة الإعلام نحو التميز والاستقلالية. كما تشجع مؤسساتها وشركاتها الإنتاجية وقنواتها الفضائية صانعي الأفلام المبتدئين. وبفضل ما توصلت إليه أحدث التقنيات، يمكن تنفيذ أعمال فنية مرئية أكثر تميزاً وأقل كلفة»، مبينة أنه «تبعاً لهذا الحراك الإعلامي، ازدادت الفرص لولادة مؤسسات إنتاجية مبدعة، قادرة على إبراز ثقافة وهوية الوطن، وبالتالي قادرة على الإسهام الإيجابي في تحرك القطاع الخاص نحو برامج ذات مسؤولية اجتماعية فعالة ومواكبة لمتطلبات التبادل المعرفي المتنامية، محلياً وعالمياً».