شدد المؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية على تشغيل القطاعات الصحية كافة لمراكز الرعاية المنزلية التابعة للمستشفيات وفقاً لمعايير جودة الرعاية الصحية المنزلية العالمية المعتمدة من المجلس المركزي لاعتماد جودة المنشآت الصحية إضافة إلى العمل على وضع خطة إستراتيجية شاملة للرعاية المنزلية في السعودية تشارك فيها جميع الوزارات المعنية (الخدمة المدنية، الصحة، المال، التعليم العالي، والشؤون الاجتماعية). وأكد المشاركون في التوصيات الختامية للمؤتمر الذي اختتم أعماله في جدة أمس، أهمية إيجاد بدلات مناسبة للعاملين في برامج الرعاية الصحية المنزلية أسوة بالخدمات الطبية التي يصرف لها بدلات بعد تحديد مبررات البدل والفئات المستحقة له وتوضيح المهمات، على أن ترفع إلى وزارة الخدمة المدنية (لجنة البدلات) من مجلس الخدمات الصحية بعد إعداد التوصية الملائمة من اللجنة الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، إضافة إلى أهمية استقطاب الكوادر الفنية المؤهلة خصوصاً فئة التمريض من حملة «البكالوريوس» كحد أدنى وإخضاعها لبرنامج تدريبي مكثف على أنشطة الرعاية الصحية المنزلية. وطالبوا الجهات المختصة بإعداد برامج دبلوم عالٍ للتمريض في هذا النوع من الرعاية وبرامج زمالة لأطباء الباطنة وطب الأسرة واعتبارهم ضمن التخصصات النادرة، وتوحيد معايير جودة الرعاية المنزلية انطلاقاً مما طورته المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في المنطقة الغربية وفق المعايير الدولية بالتنسيق مع المجلس المركزي لاعتماد جودة المنشآت الصحية والجهات الصحية الأخرى. وكشفوا عقد ندوات لتعريف المجتمع بأهداف الرعاية المنزلية تضطلع بها مراكز التوعية الصحية في وزارة الصحة بالتنسيق مع مؤسسة الرعاية الصحية المنزلية، واستحداث شراكات ومذكرات تفاهم بين الجهات المقدمة للخدمة والجمعيات الصحية الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني بهدف دعم مرضى الرعاية الصحية المنزلية المحتاجين والتنسيق في ذلك مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ومطالبة وزارة الصحة سن قوانين وإعداد ضوابط تتيح للقطاع الصحي الخاص إنشاء وتشغيل مرافق صحية تقدم الخدمة نفسها. وختم المشاركون توصياتهم بضرورة التنسيق مع الجهات الإعلامية لإعداد برامج إعلامية توعوية للجهات المقدمة للخدمة للتعريف بها ونشر ثقافتها وإيضاح مخرجاتها الإيجابية على المرضى وأسرهم وإزالة أي مفاهيم خاطئة عالقة بها واستضافة المتخصصين بالرعاية الصحية المنزلية. وكان المؤتمر الطبي الاجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية اختتم أعماله أمس (الأربعاء) في جدة، إذ أكد مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود أن وزارة الصحة تسعى جاهدة للارتقاء بتقديم الرعاية الصحية المنزلية ووضع الحوافز للعاملين، إلى جانب وضع الخطط التدريبية التي تعمل على الارتقاء وكفاءة العمل في هذا المجال، لافتاً إلى أن وزارة الصحة اعتمدت هذا البرنامج من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات للمرضى طويلي الإقامة. من جهته، كشف وكيل جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عدنان المزروع إجراء الجامعة الكثير من الدراسات والبحوث لمعايير وضوابط تطبيق الرعاية الصحية المنزلية والخروج بآلية يمكن من خلالها وضع آلية لتطبيق مفاهيمها الثقافية، مشدداً على أهمية وجود كوادر وطنية سعودية مؤهلة في تقديم هذه الرعاية تأخذ في الاعتبار ثقافة المجتمع السعودي. بدورها، أشارت عضو هيئة التدريس في كلية «يورك» باربرا جينجريتش إلى أهمية منح الممارسين لمهنة الرعاية الصحية المنزلية حوافز مادية ومعنوية تتضمن التدريب والتأهيل لضمان استمرار تقديم هذه الخدمة، ملمحة إلى أهمية التدريب للعاملين في هذا التخصص نظراً إلى الحساسية الكبيرة التي تتضمنها الرعاية الصحية المنزلية.