تعتزم شركة أرامكو السعودية إبرام عقود خدمات هندسية عامة خلال الفترة المقبلة مع شركات أجنبية جرى تأهيلها سابقاً، وتتنافس للحصول على وضع الأفضلية في توفير خدمات التصميم والهندسة لأعمال مصفاة جازان التي يتوقع أن تتجاوز كلفتها 26 بليون ريال، في الوقت الذي قامت فيه بعض هذه الشركات في وقت سابق بفصل عشرات السعوديين العاملين لديها في قطاع الرسم الهندسي لعدم حاجتها إليهم. وتشمل قائمة الشركات المنافسة للحصول على عقود خدمات الهندسة العامة عدداً من الشركات بعضها أميركية مثل «فوستر ويلر» و«جاكوبز» و«فلور» و«كيه بي آر» و«موستانق» و«أس أن سي لافالين» الكندية، وشركة «ورلي بارسونز» الأسترالية و«تكنيب» الفرنسية، فيما ذكرت مصادر في وزارة العمل ل «الحياة» أن عدداً من هذه الشركات قام خلال السنتين الماضيتين بفصل عشرات من السعوديين العاملين على الرسم الهندسي «مايكرو ستيشن» و«الأوتوكاد» بحجة عدم حاجتها إلى هذه الوظائف، وانتهاء الأعمال المنفذة للشركات السعودية. وأشارت المصادر (التي فضلت عدم ذكر اسمها) إلى أن عدداً من العاملين السعوديين الذين تم فصلهم في بعض هذه الشركات رفع دعاوى فصل تعسفي ضدها، إلا أن الشركات «الأجنبية» لم تعدهم إلى أعمالهم وقامت بتسريحهم، على رغم ما فيه من انتهاك لحقوق العاملين السعوديين في الحفاظ على وظائف مستقرة، مستغلة العقود التي وقّعتها معهم. وأوضح محمد خلف (تم فصله من إحدى الشركات المهيأة للفوز بعقود من أرامكو) أن الغالبية العظمى من زملائه تم فصلهم بعد انتهاء الشركة من تنفيذ أعمالها وهم بالعشرات، مشيراً إلى انه مع مجموعة من زملائه تم فصلهم رفعوا شكوى رسمية لدى مكتب العمل، وكان المكتب يقوم بتحديد مواعيد لجلسات تسوية إلا أن الشركة لا تحضر، إلى أن قامت الشركة بتقديم عرض بعيداً عن مكتب العمل إلى المفصولين بزيادة مستحقاتهم المالية حتى ينهوا قضيتهم. وأضاف أنه «حتى هذا الوقت لم يحصل على عمل على رغم أن فصله تم قبل نحو عام، وهذا الأمر ينطبق على العشرات من زملائي الذين كانوا يدرسون معي في المعهد المتخصص نفسه الذي تخرجنا منه». من جانبه، قال هاني محمد (تم فصله من إحدى هذه الشركات أيضاً)، إن الشركة الأجنبية التي كان يعمل لديها بوظيفة الرسم الهندسي بمعدل راتب خمسة آلاف ريال، حصلت على عقود كبيرة ببلايين الدولارات لإنشاء مصانع بتروكيماويات وأعمال عملاقة لشركات أرامكو السعودية وسابك وشركات البتروكيماويت أخرى، وبعد تسليم المشاريع التي كان يعمل على رسمها هو وزملاؤه السعوديون تم فصلهم. وقال: «بحسب العقود الموقعة بين الشركة الأجنبية والشركات السعودية يتقاضى مشغل برنامج «كاد»، أو «مايكرو» نحو 120 ريالاً عن الساعة الواحدة، إلا أن الشركة كانت تعطينا رواتب تصل مع البدلات إلى 5 آلاف ريال في الشهر فقط، بينما هي تتسلم عن كل موظف منا نحو 25 ألف ريال شهرياً». وأضاف أنه درس في معهد متخصص أنشئ في السعودية لهذا الأمر، وكان المعهد يحصل على 21 ألف ر يال عن دراسة عام لتدريس ثلاث مواد «الانكليزي، وبرنامجي «الأوتوكاد» و«مايكرو ستيشن»، وقامت معاهد عدة بتخريج نحو ألف سعودي على وظيفة الرسم الهندسي، معظمهم الآن من دون وظائف لقيام الشركات الأجنبية التي يعملون فيها بفصلهم لعدم وجود حاجة إليهم». مطالباً الشركات السعودية التي ترسي عقودها على الشركات الأجنبية مراعاة هذا الأمر، مؤكداً أن هذه الشركات ستقوم بتوظيف سعوديين حتى تنهي مشروعها ثم تفصلهم، وتعيد الكرة هكذا مع كل مشروع. يذكر أن العديد من الشركات السعودية تعتزم تنفيذ مشاريع عملاقة في النفط والغاز والبتروكيماويات، كان آخرها تسلم «أرامكو السعودية» في بداية الشهر الجاري، عروض الشركات المتعلقة بعقد الدراسة الأولية لأعمال الهندسة والتصميم لمشروع مصفاة جازان، والتي تبلغ كلفة إنشائها المتوقع 26.25 بليون ريال.