واشنطن، إسلام آباد - أ ف ب، يو بي أي، رويترز - أفادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، بأن الولاياتالمتحدة تنوي تعزيز دعمها الاقتصادي والعسكري الاستخباراتي لباكستان، حتى اذا اعتبر بعض مسؤوليها ان إسلام آباد لا تبذل جهداً كافياً لمحاربة الاسلاميين. وكشفت الصحيفة ان جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، سينقل رسالة حول الأمر خلال زيارته لباكستان الاسبوع المقبل، علماً ان خمسة مسلحين قتلوا في غارة شنتها طائرات اميركية من دون طيار على اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وتتعاون باكستان ضمناً في هذه الغارات التي بلغ عددها نحو مئة العام الماضي، واسفرت عن مقتل اكثر من 650 شخصاً، ما دفع السلطات الاميركية الى تأكيد انها اضعفت قيادة تنظيم «القاعدة» الى حد كبير. وتحدثت الصحيفة عن رغبة السلطات الاميركية في شن باكستان هجوماً برياً في اقليم شمال وزيرستان القبلي، وان بايدن ينوي مطالبة القائد العسكري اشفق كياني بوضع استراتيجية طويل الأمد لهذه المنطقة. واشارت ان الرئيس باراك اوباما ومعاونيه الامنيين يعارضون اقتراحاً قدمه عسكريون ومسؤولون استخباراتيون للسماح بالقوات البرية الأميركية بالمشاركة مباشرة في الغارات. ميدانياً، قتل مسلحان على الأقل خلال محاولتهما زرع عبوة ناسفة في منطقة خيبر القبلية (شمال غرب)، والتي تعد الممر الرئيس لإمدادات قوات التحالف الدولي في افغانستان. على صعيد آخر، أمر اللواء الأميركي كيرتس سكاباروتي بمثول الجندي الأميركي كالفين جيبز (25 سنة) امام محكمة عسكرية لمواجهة اتهامات تشمل قتل ثلاثة مدنيين أفغان عزل، والاحتفاظ بأشلاء من أجسامهم كتذكار حرب، وضرب زميل لهم كشف لرؤسائه مدى انتشار استخدام الحشيش في وحدته. ولم يتحدد موعد محاكمة جيبز الذي يعتبر أحد خمسة جنود اتهموا بالقتل، فيما يواجه 12 جندياً محاكمات لإنتهاكات حرب مزعومة للجيش الأميركي المنتشر في أفغانستان منذ بدء الحرب نهاية عام 2001 . وشبّه البعض انتهاكات الجنود الاميركيين ووجود نحو أربعة آلاف صورة بينها مع قتلى افغان منعت وزارة الدفاع الاميركية (النبتاغون) نشرها، بفضيحة سجن «أبو غريب» في العراق عام 2004 . ويواجه جيبز عقوبة السجن مدى الحياة من دون إمكان الإفراج عنه بتهم تشمل قتل ثلاثة مدنيين افغان مع سبق الإصرار والترصد. وتردد أنه احتفظ بأصابع بترت بمقصات طبية، وعرضها أمام زملائه في الفصيلة لإخافتهم. وبدأت القضية بتحقيق في تعاطي أفراد الوحدة الحشيش، ثم اتسعت الى اتهام جنود بالنزعة الى القتل والذي وصفه محام جيبز، فيليب ستاكهاوس، بأنه «قتل مشروع نتج من معارك». الى ذلك، أظهرت تقارير ل «البنتاغون» أن عدد الجنود الأميركيين الذين جرحوا في معارك بأفغانستان خلال العام الماضي زاد أكثر من الضعف مقارنة بعام 2009 وستة اضعاف عن عام 2008، وبات يعد الأعلى في الحرب مقترباً من الخسائر التي سجلت خلال أكثر المراحل دموية في الحرب على العراق. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن التقارير أن «حوالى 5500 جندي أميركي جرحوا العام الماضي خلال خدمتهم ضمن قوات الحلف الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، في مقابل 2415 عام 2009. ولفتت التقارير إلى مقتل أكثر من 430 جندياً أميركياً في أعمال عدائية بأفغانستان خلال العام الماضي، في حين تراجع معدل الجنود الأميركيين الجرحى الذين قضوا العام الماضي إلى أقل من 7.9 في المئة، مقارنة ب11 في المئة عام 2009، و14.3 في المئة عام 2008. وعلى رغم عدم توافر معدلات وفيات الجنود الأفغان الجرحى، لكن اطباء شاركوا في معالجتهم قالوا إن «سجلات المستشفيات أظهرت انها اقل من معدلات وفيات جرحى الجنود الأجانب بنقاط مئوية قليلة، لكنها انخفضت أيضا خلال 2010». وتبين ان عدداً أكبر من الجنود في أفغانستان جرحوا بعبوات ناسفة، إذ بلغ عددهم 3615 على الأقل مقارنة ب 828 أصيبوا بطلقات نارية. لكن نسبة الوفاة كانت اكبر بين من أصيبوا بطلقات نارية، وهي 12.9 في المئة، في مقابل 7.3 في المئة ممن جرحوا بعبوات ناسفة.