لندن، فيلدباد كرويث (ألمانيا) - رويترز - أكد رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أنه لا يخشى ارتفاع التضخم في منطقة اليورو، مستبعداً أي مخاوف حول تنامي ضغوط الأسعار في المنطقة. وأوضح أن «كل المؤشرات تشير إلى ضمان استقرار الأسعار في المستقبل المنظور». وجاءت تصريحات تريشيه بعدما أظهرت بيانات هذا الأسبوع أن التضخم في «منطقة اليورو» ارتفع 2.2 في المئة على أساس سنوي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، متجاوزاً المستوى الذي يستهدفه المصرف المركزي الأوروبي للمرة الأولى منذ سنتين. وزادت توقعات التضخم في الشهر الأخير من العام الماضي، وأظهر مؤشر مستقبلي لمركز البحوث «ايكونوميك سايكل» أن الضغوط التضخمية وصلت إلى أعلى مستوى في 25 شهراً في منطقة اليورو في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بسبب ارتفاعات في ألمانياوفرنسا. وقال في ولاية بافاريا (جنوبألمانيا) إن «أوروبا لم تتحول إلى مجتمع تضخمي ولن تصبح كذلك». وشدد على أن «اليورو عملة مستقرة، مثلها مثل أكثر العملات السابقة استقراراً، ومنها المارك الألماني». ودعا تريشيه الحكومات إلى تدعيم مالياتها العامة، وأضاف أن قواعد الموازنة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي يجب أن تشدد. وقال: «علينا أن نحدث نقلة نوعية في حكومتنا الاقتصادية، إذ حان الوقت لتشديد قواعد سلوك الحكومات، بخاصة معاهدة الاستقرار والنمو». وتابع أنه لا بد من إحراز مزيد من التقدّم في تقليص العجز المالي، داعياً الحكومات إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة أزمة الديون السيادية. وأوضح «أن حصافة السياسة النقدية لا يمكن أن تعوّض انعدام حصافة الحكومات، فالاقتراض الحكومي المفرط من جانب بعض الدول الأعضاء أدى إلى جمود سوق السندات الحكومية». الى ذلك، علنت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد أمس، ان فرنسا مصممة على العمل في شكل أوثق مع ألمانيا لتنسيق السياسات الاقتصادية لمنطقة اليورو وأضافت في مقابلة أجراها معها تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «نحن نعمل كي تكون لدينا سياسة اقتصادية أكثر تماسكاً»، ودعت إلى سياسات ضريبية متسقة في شكل أوثق مع السياسات الألمانية.