أوضح النائب العام في مدينة الحسيمة في شمال المغرب أمس (السبت)، أن السلطات المغربية اعتقلت 20 شخصاً بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومحتجين في المدينة مساء الجمعة الماضي. وقال ناشطون وسكان محليون، إن «اشتباكات اندلعت في الحسيمة بعدما حاولت السلطات اعتقال ناشط معروف قاد مظاهرات وقعت أخيراً، وقاطع إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة». وقال بيان للنائب العام في الحسيمة نشرته «وكالة المغرب العربي للأنباء»، إن «اعتقال هؤلاء الأشخاص ال 20 جرى يومي 26 و27 أيار (مايو) الجاري، بسبب تهديدهم الأمن العام في المغرب»، مضيفاً أن «التحقيق المبدئي أظهر حصول هؤلاء الأشخاص على تحويلات مالية، ودعم لوجستي للقيام بأنشطة دعائية لتقويض وحدة أراضي المغرب، ولتقويض ولاء المواطنين للدولة المغربية ومؤسساتها». وكان زعيم حركة «الحراك» ناصر زيفزافي، قاطع الإمام أثناء إلقائه خطبة الجمعة في مسجد محلي. وتسعى السلطات للقبض عليه بتهمة تعطيله شعيرة دينية، وهي جريمة تصل عقوبتها للسجن. ولم تستطع السلطات اعتقال زيفزافي الذي فر من المدينة، في الوقت الذي تدفق فيه أنصاره على الشوارع احتجاجاً على محاولة اعتقاله. وقال مسؤولون صحيون أمس، إن «ثلاثة رجال شرطة أصيبوا بجروح خطرة في أعقاب الاشتباكات التي وقعت الجمعة الماضي»، وقال ناشطون إن «عدة محتجين نُقلوا إلى المستشفى». وتعتبر الاحتجاجات السياسية نادرة في المغرب، لكن التوتر يسود مدينة الحسيمة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد موت بائع سمك سُحق داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها الشرطة، ما أثار موته غضباً ضد الفساد، وبعضاً من أضخم الاحتجاجات منذ المظاهرات المستوحاة من الربيع العربي في 2011.