لعل «مؤسسة الفكر العربي» من المؤسسات العربية المعدودة راهناً التي «تستثمر» طاقات وخبرات وموازنات في مجالين ما زالا الأقل حظوة بمقاييس العقلية العربية السائدة: الدراسات وأرقامها وحرفيتها المتخصصة من جهة، والثقافة المرتبطة بالتنمية في معناها الواسع من جهة ثانية... أي التنمية التي تتجاوز عناوين برامج الأممالمتحدة إلى فضاءات تدفع الأفكار والمجتمع باتجاه مراحل وتجارب جادة. وقد أصدرت المؤسسة أخيراً «التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية» للعام 2009، وهو يتمايز عن التقريرين السابقين، باهتمام إضافي وتوسّع في رسم ملامح البحث العلمي وممارساته العربية. الملف، كما يورد التقرير في مقدمته، لا يقتصر على معالجة قضية البحوث العلمية والابتكار في العالم العربي، بل يبحث كذلك في دور البحث العلمي في الإبداع والتنمية، لا سيما على صعيد المردود المجتمعي والاقتصادي للمعرفة العلمية ووضع الصناعات العربية ومدى استيعابها للإبداع. وهذه طريقة متقدمة للتفكير في روابط جديدة بين البحث العلمي والإبداع. فالأبحاث ك «صنعة أكاديمية»، غالباً ما تُرى على أنها محصورة في نخبتها ومؤسساتها المنغلقة على نفسها، بل قد يراها البعض جافة وساكنةً برجها الجامعي العاجي. أما الإبداع فما زال ينظر إليه على أنه نبتة برية، إما توجد أو لا توجد، موهبة تنمو أو لا تنمو. لكن الباحثين ليسوا بالضرورة نخبة متقوقعة، ولا المبدعون دائماً «حالة». فالعملية التبادلية بن الإثنين ربما تكون من أبرز الأسباب (مضافة إلى مناخات حرية التعبير واحترام الفرد والآخر) التي جعلت المشهد الثقافي الغربي على ما هو عليه من ازدهار، بل وفائدة. في التقرير معلومات ودلالات كثيرة مثيرة للاهتمام، للمتابعين من راسمي السياسيات، وللمثقفين عموماً، ولراصدي المتغيرات الاجتماعية والثقافية العربية. وتصبح المؤشرات المجموعة هنا قيّمة أكثر حين نتذكّر كم أن البحث عن الرقم في عالمنا العربي مهمة عسيرة، في ظل غياب ثقافة مؤسسية وبنية تشريعية تكرسان الحق في الحصول على المعلومات وتداولها، على ما تورد مقدمة التقرير. أما أكثرية الأرقام، ما عدا ملف الإبداع، فتنسب إلى جهات ومؤسسات أجنبية مثل البنك الدولي واليونسكو والاتحاد الدولي للاتصالات وغيرها. وقبل الوصول إلى الملخص، تؤكد قراءة سريعة مجدداً كم أصبحت التكنولوجيا، لا سيما الكومبيوتر والإنترنت والميديا عموماً، أكثر ارتباطاً بالترفيه من أي مضمار آخر. وأن التلفزيون (الفيديو كليب، الإعلانات،...) يحرّك اللعبة برمّتها لأنه بات يمتلك الخيال، والخيال ظل الممارسة الثقافية. فدراسة بعض محركات البحث، والكلمات التي تكتب فيها باللغة العربية، تبيّن شعبية الأعمال الغنائية والسينمائية من أجل تنزيلها ومشاهدتها، أكثر من القراءة عنها مثلاً. وقد لا يختلف العرب كثيراً عن سائر المستخدمين حول العالم، في هذا المجال، سوى في أنهم أكثر تأخراً كمساهمين في المشهد الثقافي العالمي. فلا عدد براءات الاختراع يوازي عددهم أو حجمهم ك «سوق» مهم لبضائع العالم، ولا الأفكار والمؤسسات البحثية، أو حتى الإنتاجات الفنية من خارج المعايير التجارية والسياسية المهيمنة، مزدهرة بما فيه الكفاية، ناهيك عن شحّ مواردها. هنا تصبح الصورة على شيء من القتامة. إذ ليس غريباً أن تكون بعض النشاطات الثقافية نخبوية أو متخصصة (كمهرجانات السينما التي لا تحظى بانشغالات محركات البحث على الإنترنت من جانب المستخدمين العرب وغالبيتهم شباب على الأرجح)، مقابل أخرى جماهيرية كالمسرحيات المصرية الكوميدية والأفلام الهندية الاستعراضية. لكن المدهش هو حجم الهامش الذي يفصلهما، وكونه – عربياً - أقرب إلى هوّة. أما كون الرواية بألف خير، فهذا ما قد يعيد بعضاً من اللون الوردي إلى الصورة العامة، على رغم التباين الكبير في النوعية و «المدارس» والإنتاج الروائي عموماً. غير أن الرواية لا بدّ من أن تُرى كفنّ أكثر ارتباطاً بالأفراد والمجتمعات الحديثة، صنوها التجارب البشرية، وتتالي المتغيرات على صنوف الحياة. وعلى رغم أن المجتمعات العربية، وإن بتفاوت واختلافات، ما زالت دون الهضم الكامل للحداثة، وبالتالي من دون إعادة إنتاجها أو دفعها إلى الأمام، فإن الأقلام والعقول العربية - خصوصاً الشابة منها - تبدو ميالة إلى رؤية مغايرة. رؤية أجمل وأكثر اندماجاً، أقلّه من حيث القالب. في ما يأتي ملخص لأبرز معطيات التقرير وهي تتمحور حول العام 2009: أزمة البحث العلمي يتضح أن عدد براءات الاختراع العربية المسجلة عالمياً، بين عامي 2005 و2009، لم تتجاوز 475 براءة اختراع، بينما بلغت في ماليزيا وحدها 566 براءة اختراع. وإذا اعتبرنا أن عدد سكان العالم العربي يبلغ نحو 330 مليون نسمة، وعدد سكان ماليزيا نحو 26 مليون نسمة، فإن معدل الإبداع في ماليزيا هو 15 ضعفاً لمعدل الإبداع في الدول العربية مجتمعة. وعلى صعيد الموارد المخصصة للبحث العلمي بالنسبة الى إجمالي الدخل القومي، فإن المتوسط العربي (باستثناء السعودية وقطر وهما من أكثر الدول العربية إنفاقاً على البحث العلمي) لا يتجاوز 0.2 في المئة، بينما يبلغ في السويد واليابان وفنلندا نحو 3.4 في المئة. ولئن كان دور الجامعات في دعم الأبحاث يقاس بعدد الأبحاث لأساتذتها في المجالات العلمية العالمية، ووفق الأبحاث المنشورة في الدوريات المفهرسة عالمياً، يظهر أنه يوجد في إسرائيل وحدها ست عشرة مؤسسة جامعية أو بحثية ما بين الألف الأولى في العالم، في مقابل خمس مؤسسات جامعية للدول العربية مجتمعة! إنما لا تخلو المقارنات من بعض المؤشرات الإيجابية. فوفقاً لمؤشر تميز وكفاءة مراكز البحوث والتطوير العربية، تأتي تونس وعمان وقطر والكويت والسعودية في المراكز ال52 الأولى من بين 127 دولة في العالم، بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (2007 – 2008). أما عن علاقة اللغة العربية بمجالات الاستخدام البحثي، فإن بعض المؤشرات اللغوية على الإنترنت تعطي فكرة وتستحق التأمل. إذ تظهر إحصاءات حديثة تدني محتوى الانترنت من الصفحات باللغة العربية إلى نسبة لا تتجاوز الواحد في الألف من إجمالي تعداد الصفحات على الانترنت. غير أن هناك تزايداً ملحوظاً لعدد مستخدمي اللغة العربية على الشبكة، إذ بلغ 3.3 في المئة من إجمالي مستخدمي الإنترنت باللغات كافة. وهي نسبة تزيد، مثلاً، على نسبة المستخدمين باللغة الفرنسية والتي تبلغ 3.2 في المئة من إجمالي المستخدمين في العالم. أما عن كيفية تواصل الجمهور العربي رقمياً، في 20 فرعاً ثقافياً خلال عام 2009، فيظهر التقرير أن متوسط إجمالي عمليات البحث لمستخدمي الانترنت، باللغة العربية، وارتباطاً مع مختلف فروع الثقافة، كان حوالى 320 مليون عملية بحث شهرياً. واحتلت السينما نحو 33 في المئة من هذه النسبة، ثم الغناء نحو 26 في المئة (وفي الغالبية الكبرى من أجل تنزيل الأفلام والأغاني عن الشبكة الدولية). فيما تتوزع نسبة الأربعين في المئة الباقية على 18 فرعاً من فروع الثقافة، كالمسرح (لا سيما المسرحيات الكوميدية ومحاولة تنزيلها)، والشعر (نزار قباني على رأس اللائحة ويليه المتنبي)، إضافة إلى الأدب والتراث والفكر ومعارض الكتب والصحافة... الخ. واللافت أن عمليات البحث عن السينما الهندية تلي المصرية مباشرة، من حيث العدد، وهي أكثر من محاولات البحث عن سينما أي دولة عربية. وتهتم بالمهرجانات السينمائية العربية نسبةٌ تقل عن ستة آلاف محاولة بحث، من أصل ما يزيد على 106 ملايين عملية بحث عن موضوع السينما شهرياً. وهناك ملمح لا تخطئه العين، وهو أن السعي للاستهلاك والتواصل مع فرع «القصص والروايات» كان هو الهدف وراء العدد الأكبر (نصف العدد الإجمالي) من عمليات البحث عن الكتب والكُتّاب، ومتوسطها نحو 19 مليون عملية شهرياً. وجمهور الشبكة يقبل على التواصل مع الرواية والقصة (وفق ما تظهر كلمات البحث المرصودة على محركات البحث) بمعدلات ربما تفوق من يزورون المكتبات ودور النشر والمعارض. علماً أن كتب الطبخ تستأثر وحدها بنسبة 22 في المئة من عمليات البحث. ويزيد اهتمام المستخدمين العرب بالبحث عن أغاني مطرب واحد وأخباره، هو تامر حسني، بنسبة 220 في المئة عن معدل اهتمامهم بكل صور الفكر العربي ومنتجاته وأعلامه على شبكة الإنترنت! وما زال العرب يبحثون عن الفكر الماركسي (نحو 550 ألف عملية بحث شهرياً) قبل الفكر الليبرالي (نحو 2900) على محرك البحث. أقل من 3 آلاف كتاب وضمن باب التأليف والنشر تظهر بجلاء مشكلة النقص في الأرقام، معطوفة على تكتم المؤسسات المفترض أنها معنية بصياغة الذائقة الثقافية، ومنها دور النشر الحكومية والخاصة. لذا، أُجري استبيان رأي عشوائي في معرضي القاهرةوتونس للكتاب، مع محاولة إدراج آراء مواطنين عرب من جنسيات مختلفة. لكن، طبعاً، طغى الرأي العام التونسي والمصري (والذكور أكثر من الإناث باعتبارهم أكثر استجابة للمشاركة في الاستبيان). علماً أن المناخين الثقافيين في كل من مصر وتونس يختلفان كثيراً عن بعضهما بعضاً، وعما هو سائد مثلاً في لبنان، أو السعودية، أو فلسطين. ومع ذلك، يسعى التقرير إلى الاسترشاد بالعينة لأخذ فكرة تقول إن نسبة 90 في مئة من المستطلعين فضلت الكتاب المطبوع في مقابل 10 في المئة فضلت الكتاب الرقمي (والفئة العمرية الأكثر اهتماماً بالقراءة عبر الإنترنت هي ما دون سن العشرين، ومن ضمن محفّزاتها قلة التكلفة، وأنها في متناول كفاءاتهم المعلوماتية العالية). وبقدر ما يبدو هذا الرقم ضعيفاً إلا أنه يزداد من عام إلى آخر، وفق التقرير. ثم ننتقل إلى مؤشرات أكثر جدية ودلالة، من خلال استطلاع 154 دار نشر تمثل معظم الدول العربية. ولم تنشر تلك الدور، خلال عام 2009، سوى 2683 عنواناً، منها 46 في المئة طبعات ثانية. علماً أن مصر جاءت في المقدمة (بنسبة 39 في المئة من الإصدارات)، تليها سورية (15 في المئة)، ثم السعودية (12 في المئة)، والأردن (9 في المئة). وعلى رغم أن أرقام التوزيع والطباعة تبقى من الأسرار في مهنة النشر، إلا أن «الفكرة العامة» التي حصل عليها التقرير من الدور تشير إلى أن الكتب الأكثر مبيعاً هي المتعلقة بالأديان (35 في المئة)، تليها الكتب المتعلقة بالمجالات الأدبية والمعارف العربية (27 في المئة)، ومن بعدها العلوم الاجتماعية (نحو 9 في المئة)، والفلسفة وعلم النفس (نحو 6 في المئة). فيما ارتفعت نسبة الإقبال على الكتب المتعلقة بالتكنولوجيا إلى حد ما (نسبتها 4.4 في المئة وهي غالباً كتب متخصصة في الكومبيوتر وبرمجياته وليس في التكنولوجيا بمفهومها الواسع). ويبدو، وفق دور النشر المستطلعة، أن أكثر من نصفها (55.6 في المئة) يقوم بجهد لنشر كتب مترجمة، فيما الإقبال على شرائها منخفض نسبياً (نحو 22 في المئة). «زمن الرواية» يعتبر التقرير أن مقولة «زمن الرواية»، وهي الصفة التي أطلقت على المرحلة الأدبية الراهنة، لا تزال سارية على المشهد الإبداعي العربي، لكنها في الوقت نفسه تحتمل النقاش. فعام 2009 قد يكون عاماً للرواية، وقد يكون على حاله بالنسبة إلى القصة القصيرة التي ما زالت تُرى كفنٍّ هجين وشبه مهدّد أمام الزحف الروائي. غير أنه بدا أيضاً عاماً للشعر الذي أثار الكثير من الضوضاء خلال مهرجانات عام 2009 وسجالاته وظواهره. إلا أن الشعر، بصفته حركة إبداعية، لم ينل الاهتمام الذي نالته الرواية إعلامياً وشعبياً. وعلى رغم أن عدد الدواوين الصادرة خلال 2009 ليس أقل بكثير من عدد الروايات، إلا أن الاهتمام النقدي بها هو الأقل. وإن كان يستحيل إحصاء الروايات العربية الصادرة عام 2009، ما دامت حركة النشر العربي تفتقر إلى سياسة الإحصاء العلمي والمنهجي، على ما يقول التقرير، غير أن ما نشر عن روايات تخطى خلال هذا العام الثلاثمئة رواية. وهنا إشارة إلى الإقبال على الكتابة الروائية، خصوصاً أن شعراء ومسرحيين كثيرين شاؤوا خوض الحقل هذا متطلّعين إلى فسحة تعبير أرحب. كما أن النسق العمري ما عاد شرطاً أو معياراً للجودة و «الخبرة»، والمزيد من دور النشر يتشجع على المغامرة بروائيين شباب وجدد، إضافة إلى جيلي المخضرمين والروّاد. وفي باب تجليات الرواية والشعر أيضاً، يلخص التقرير أبرز محطات عام 2009، ولعل الأكثر لفتاً للانتباه هو ما بات يسمى بظاهرة «المنفى العراقي». إذ قام عدد كبير من العراقيين بكتابة الشعر بلغات أوطانهم البديلة، حيث هم اليوم لاجئون أو مواطنون. ومن هذه اللغات: الهولندية، والسويدية، والإنكليزية، والإسبانية، والفرنسية، والصربية، وصولاً إلى اليابانية! ويسترعي التفاتة أيضاً السجال الذي دار حول فوز رواية «عزازيل» ليوسف زيدان ب «جائزة بوكر العربية»، واللغط حول القصائد غير المنجزة لمحمود درويش بعدما صدرت في ديوان «لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي» في ذكرى عام على رحيله. 13 ألف فيلم فقط شهد عام 2009 إنتاج أول فيلم سعودي تشكيلي (تحريك) طويل بعنوان «حلم الزيتون» عن قضية فلسطين. كما شهد إصدار أول كتاب عن السينما السعودية بعنوان «الفانوس السحري». ويعتبر عام 2009 أكثر الأعوام ازدهاراً في تاريخ الأفلام الفلسطينية، وكان أيضاً عام القدس عاصمةً للثقافة العربية. وأنتجت من فلسطين أربعة أفلام روائية، وأكثر من 20 فيلماً تسجيلياً طويلاً وقصيراً، وأكثر من خمسة أفلام روائية قصيرة. أنتجت الدول العربية أكثر من 13 ألف فيلم، منذ بداية السينما فيها وحتى عام 2009، وهو التراث السينمائي العربي الذي بالكاد يبلغ الإنتاج المصري منه نسبة النصف، منه خمسة آلاف فيلم طويل (مدته أكثر من 60 دقيقة)، وثمانية آلاف فيلم قصير من أنواع الروائي والتسجيلي والتحريك. ومن بين الأفلام الطويلة أربعة آلاف تم إنتاجها في مصر، والألف الباقية في دول عربية أخرى. والتقرير يوصي بإيجاد دار للسينما العربية في أي بلد عربي تدرك أهمية مهمة حفظ الذاكرة والإرث السينمائي العربي ووثائقه وما نشر عنه. أما في باب «حركة المسرح العربي» فيقدم التقرير مسحاً لمعظم الدول العربية وإنتاجاتها. ومن اللافت التوقف مثلاً عند مقولة إن «الأردن، ومنذ ما يزيد على عشرين عاماً، ليست لديه عروض مسرحية دائمة أو جديدة، كما أن النصوص المسرحية تعتمد على الإعداد أو الاقتباس من المسرحين العربي والعالمي وليس على التأليف الأصيل». ومن أبرز القضايا التي اهتم بها المسرحيون الإماراتيون هي القيم والعادات الجديدة التي جلبتها معها العمالة الوافدة، إضافة إلى مسألة تأخر سن الزواج عند النساء. وبلغ الإخراج المسرحي في البحرين 17 مسرحية، ولعل هذا أكثر مما هو موجود في الكثير من الدول العربية التي تعرف بإنتاجها المسرحي. في حين بلغت قيمة الاعتمادات المخصصة ل630 عرضاً، من جملة مرصودات قطاع مسرح الهواية في تونس، نحو 650 ألف دينار تونسي. وفي سورية، انصرف معظم خريجي قسم الدراسات المسرحية، والذين تم إعدادهم ليكونوا كتّاباً مسرحيين، إلى كتابة سيناريوات للدراما التلفزيونية بسبب الأجور المجزية التي تمنحها شركات الإنتاج. 80 قناة دينية وفي باب الموسيقى، يبدو أن الأغاني العربية الأكثر انتشاراً، ووفق جنسية المطرب(ة)، تأتي من 11 بلداً عربياً هي: لبنان، مصر، السعودية، الكويت، البحرين، الإمارات، اليمن، سورية، العراق، الأردن، وتونس. واستأثرت موضوعات الحب والغرام والفراق بنسبة 93 في المئة من اهتمامات الأغنية العربية في عام 2009، بينما توزعت النسبة الباقية على القضايا الأخرى. ومن أبرز المعلومات الواردة في باب «الحصاد الثقافي والفكري»، إحصاءات تشير إلى أن عدد القنوات الفضائية الدينية قد بلغ نحو 80 قناة مطلع عام 2009. ويشير التقرير إلى أن «هذه القنوات تثير قلقاً متزايداً، إذا إنها قد تفتح أبوابها أمام من لا يستوفي شروط الإفتاء، أو تستغل هذه المساحة لتفسير الأحلام والطب الشعبي وما يمكن وصف بعضه بالشعوذة، كما ينطوي بعضها على شبهة تبنّي أجندة سياسية خاصة». ومن اللافت أن اللغة العربية تحتل المركز الرابع بين لغات العالم، بعد الإنكليزية والصينية والإسبانية. وقد حظي سؤال الهوية باهتمام كبير في المؤتمرات والندوات والمقالات التي نشرتها المجلات العربية المختلفة في عام 2009.