سيطرت الأحذية الصينية على أسواق السعودية، وأصبحت معظم الأحذية المعروضة في المحال التجارية بما فيها الماركات العالمية المشهورة من إنتاج الصين، فيما تقود هذه السيطرة محال كبيرة متخصصة في الأحذية الرخيصة التي تتراوح الأسعار فيها ما بين 10 إلى 50 ريالاً، وهو ما يعادل ربع قيمة الأحذية الأوروبية المثيلة لها. ويرى تجار أحذية أن تمكن الأحذية الصينية من السوق السعودية يعود إلى نحو 10 سنوات، عندما بدأت تنتشر في المحال التجارية بسعرها الزهيد مقارنة بأسعار الأحذية الأوروبية الصنع المرتفعة، واستطاعت محال متخصصة في بيع الأحذية الصينية مد نفوذها شيئاً فشيئاً على الشريحة العريضة من المواطنين، وازدادت خلال السنوات القليلة الماضية بوصول أحذية الماركات العالمية وهي تحمل إشارة «صنع في الصين»، وهي رصاصة الرحمة التي وجهت إلى صناعة الأحذية الأوروبية بلجوء شركاتها المشهورة إلى السوق الصينية وإنشاء خطوط إنتاج خاصة بها هناك. ويؤكد هؤلاء في حديثهم ل «الحياة» أن الأسواق الأوروبية هي بدورها استسلمت إلى المنتج الصيني بعد أن خسرت معركة الحماية قبل ثلاث سنوات، وفشلت الشركات الإيطالية والفرنسية والإسبانية من وقف زحف الأحذية الصينية إليها، وعجز المفوضية الأوروبية عن فرض ضرائب على المنتج الصيني. وأوضحوا أن أصوات أصحاب وكالات الأحذية العالمية خفتت على رغم إصابتهم بخسائر كبيرة، واعترفوا أن المنتجات الصينية الرخيصة فازت في السوق وأنها أسقطت منافسيها بالضربة القاضية، على رغم المحاولات الكبيرة التي قاموا بها من خلال حسومات وتخفيضات مضاعفة على الأسعار، إلا أنها بقيت من دون منافسة أسعار المنتج الصيني. ويرى تاجر الأحذية صالح العبيد أن الأحذية الصينية أعادت صياغة تجارة الأحذية ليس في أسواق المملكة فقط بل على مستوى العالم، وبخاصة بعد أن قامت في السنوات الثلاث الماضية بتطوير خطوط إنتاجها نحو الجودة العالية والبقاء على الأسعار المنخفضة. وقال: «إن المصانع الصينية أنتجت في عام 2001 نحو 2.4 بليون زوج من الأحذية، وارتفع العدد في 2004 إلى 6 بلايين زوج من الأحذية، ويتوقع أن يصل الرقم في 2009 إلى نحو 10 بلايين زوج من الأحذية، لتحوز على النسبة العظمى في صناعة الأحذية في العالم». وأضاف: «أن الأحذية الصينية الصنع تشكل 60 في المئة من سوق الأحذية المستوردة في الولاياتالمتحدة الأميركية، و67 في المئة من السوق الأوروبية، و20 في المئة من السوق اليابانية، ما يؤكد إصرار الصين على مواصلة مسعاها في السيطرة على تجارة الأحذية، وهذه النسب في تغير مستمر لمصلحة الصين». وأشار إلى أن بيع الأحذية بأسعار رخيصة أثر بشكل كبير في مبيعات الأحذية من الماركات الأوروبية والأميركية وحتى العربية وبخاصة السورية واللبنانية، وبدأت تكتسح السوق، حتى أصبحت المفضلة لدى غالبية الناس، موضحاً أن المنتج الصيني لم يعد كالسابق قليل الجودة بل أنه أصبح ينافس المنتج الأوروبي في هذا الجانب ويفوقه من ناحية السعر. واتفق معه تاجر الأحذية خليفة عبدالجليل، وقال إن الصين تحولت إلى عملاق تجاري واقتصادي، ولن تستطيع أية دولة في العالم الوقوف بوجهها، ولن تفيد أية إجراءات حمائية وقف تدفق منتجاتها الرخيصة للأسواق العالمية، إذ ستكون المواجهة، حرباً خاسرة بالنسبة إلى غير الصينيين. وأشار إلى أن المنتج الصيني سيطر على الأحذية السعودية والخليجية عموماً، ولن تفيد التخفيضات الكبيرة التي تقيمها الماركات الأوروبية، والتي مهما قامت من تخفيض فلن تصل إلى نصف قيمة الأحذية الصينية.