شدد المدير العام للسجون في السعودية اللواء علي الحارثي على جدوى الأحكام البديلة للسجناء وانعكاسها الإيجابي على نفسياتهم، لا سيما الذين لا يزالون في مقتبل العمر بغية استقامة سلوكهم وإعادة دمجهم أعضاء صالحين في جسد المجتمع. وكشف اللواء الحارثي خلال محاضرة نظمها النادي الأدبي في محافظة الطائف مساء أول من أمس بعنوان «العقوبات البديلة للسجين» تخصيص 1.6 بليون ريال لإنشاء إصلاحية ومعهد للتدريب في ضاحية سديرة (جنوب المحافظة السياحية) تستوعب سبعة آلاف نزيل، تمت فيها مراعاة الفوارق الفردية بين النزلاء من حيث السن ونوع الجريمة، معلناً عن بدء العمل في إنشائها الشهر المقبل. لافتاً إلى تقسيمها إلى 96 عنبراً، يضم كل عنبر منها غرفاً عدة، تتسع الواحدة منها لأربعة نزلاء بما يكفل الخصوصية للنزيل بعيداً من التكدس. وفي الوقت الذي أكد فيه سعي الجهات المختصة تجنيب السجناء عقوبة السجن ورعايتهم من طريق الأحكام البديلة، استدرك بأن هذه الأحكام (البديلة) في حاجة إلى تنظيم، كما أن مفهوم الناس عن السجين بحاجة هو الآخر إلى تغيير، وقال في هذا الصدد: «يلزمنا أن نعرف أن السجن من المؤسسات الضرورية التي يحتاجها المجتمع، إذ إنه مؤسسة ذات أهداف تساعد في مواجهة وكبح الجريمة، ولكنه في نظر البعض مؤسسة سالبة ذات وصمة اجتماعية غير مرغوب فيها يتجاوز مداها إلى أسرة النزيل ومحيطه»، آملاً أن يرى في الطائف أحكاماً بديلة لبعض الفئات. وعدّ المدير العام للسجون أن الجاني مريض بحاجة إلى العلاج والعودة للمجتمع بقبول يحقق له أهدافه، مبيناً أن رفضه من مجتمعه قد يدفعه إلى التفكير في الانتقام لذلك جاء دور «البدائل» وأهميتها، وزاد: «للسجن آثار سالبة وإيجابية على النزيل، نحاول الحد من السلبيات من خلال إعادته إلى السلوك القويم والرعايات الأخرى اللاحقة»، لافتاً إلى أن العقوبات البديلة والسجن شريكان في تقييد الحرية، بيد أن عقوبة السجن لا تشعر النزيل بالخصوصية إذ يجد نفسه مع غيره بما لا يحقق له الراحة والمتعة ما يجعله في حال قلق دائمة، مشيراً إلى أن العقوبة هي التطهير من الذنب. ووعد الحارثي بأن من يصدر في حقه حكم بديل لا يدرج ضمن سجل سوابقه لدى الأدلة الجنائية، معلناً في الوقت نفسه عن تقديم حوافز ضخمة لمن يحفظ القرآن الكريم داخل السجن تشجيعاً للنزلاء في الخروج بقيم صالحة.