أعلن وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي تفكيك «خلية إرهابية» تضم 27 شخصاً، قال إنها كانت بصدد التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية داخل المغرب وخارجه. وكشف أن الخلية التي تضم قيادياً بارزاً في الفرع المغاربي ل «القاعدة»، كانت تُخفي ترسانة من الأسلحة في ثلاثة مواقع في منطقة أمغالة على بعد 220 كلم من مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء. وشملت الأسلحة، وفق تحريات ميدانية، 30 رشاش «كلاشنيكوف» و3 مسدسات رشاشة وقاذفات «آر. بي. جي» وقذائف هاون من عيار 82 ملم، إضافة إلى ذخيرة حيّة وعتاد مختلف. وأوضح أن السلطات عثرت بحوزة أعضاء الشبكة على خرائط طوبوغرافية للشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، في مؤشر إلى أنهم كانوا يتسللون عبر تلك الحدود أو يهرّبون الأسلحة من خلالها. وقالت السلطات المغربية إن التحريات الأولية أسفرت عن كشف انتماء أفراد الخلية إلى «تنظيمات إرهابية» لها امتدادات في عواصم أوروبية. وذكر الشرقاوي أن الشبكة كانت بصدد تنفيذ خطة لضرب مصالح أمنية وأجنبية في البلاد، وأنها أقرت سيناريوهات للإستيلاء على أموال مصارف في الرباطوالدارالبيضاء لتمويل مخططاتها، مشيراً إلى أن أحد أعضاء الشبكة يُعتبر قيادياً بارزاً في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وكان يقيم في شمال مالي، ما يدل على ضلوع الخلية في «نشاطات إرهابية» في منطقة الساحل جنوب الصحراء. إلى ذلك، أفادت المصادر أن أربعة من أعضاء الشبكة يقطنون في كل من فكيك وأحفير على الشريط الحدودي مع الجزائر، وكانوا يعتزمون التسلل إلى الجزائر للالتحاق ب «القاعدة» هناك. وأوضحت أن خطة الخلية كانت تقضي بتلقي أفرادها تدريبات على الأسلحة والتفجيرات في معسكرات ل «تنظيمات إرهابية» خارج المغرب ثم العودة إليه لتنفيذ هجمات عبر استخدام «أحزمة ناسفة» و «سيارات مفخخة»، إضافة إلى ارسال متطوعين للانضمام إلى فرع «القاعدة» المغاربي. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها المغرب حصول «خلية إرهابية» على هذا الكم من الأسلحة، خصوصاً في الصحراء. ولم تقدّم التقارير الرسمية معلومات عن كيفية إدخال هذه الأسلحة إلى المغرب، لكن مراقبين يرون أنهم ربما لجأوا إلى ذلك عبر المنطقة العازلة شرق «الجدار الأمني» الذي يسيّج المدن الآهلة بالسكان في الصحراء. وكانت تقارير عديدة عرضت خلال السنوات الماضية إلى مخاطر «الانفلات الأمني» في منطقة الساحل جنوب الصحراء. ويسود اعتقاد بأن اختيار مواقع في الصحراء لتخزين تلك الأسلحة كان بسبب قربها من المنطقة العازلة. وهذه المرة الأولى التي تحصل فيها مجموعة «إرهابية» في المغرب على هذه الكميات «المتطورة» من الأسلحة، ذلك أن الخلايا التي جرى تفكيكها منذ هجمات الدارالبيضاء العام 2003 كانت تستخدم أسلحة تقليدية من صنع محلي. لكن آخر خلية أُعلن كشفها قبل أيام أشارت التحقيقات إلى أن أفرادها استفادوا من «التطورات التكنولوجية» في صنع المتفجرات وكانوا ينوون تفجير «سيارات مفخخة»، في تطور لم يشهده المغرب من قبل.