أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر هشام محيي الدين ناظر، أن العلاقات المصرية - السعودية علاقات مميزة على كل المستويات، سواء على مستوى القيادة العليا أو الوزراء أو وزارتي الخارجية أو الأجهزة الأمنية أو على مستوى الشعبين اللذين تربطهما الكثير من علاقات القربى وصلات الرحم، نافياً أن يكون هناك تنافس بين البلدين. وقال السفير ناظر - خلال المحاضرة التي ألقاها ليل أول من أمس (الثلثاء) في صالون الأوبرا -: «إنه لا يوجد ما تتنافس عليه البلدان، وإن كان الأمر مقصوداً به حل المشكلات، فأهلاً وسهلاً بالمنافسة في هذا الأمر». وكذلك شدد السفير ناظر على أن تدهور وضع العلاقات الدولية في الوقت الراهن يفرض على البلدان العربية، خصوصاً مصر والمملكة العربية السعودية، الوحدة والتنسيق العميق، لاسيما أن التدخل في شؤون الدول الأخرى يتم بوسائل متعددة، إضافة إلى التقدم التكنولوجي الذي بات يلعب دوراً هائلا في تخطي الحدود بين الدول، وتقليص سيادتها على حدودها. وقال سفير المملكة لدى مصر ان الوضع الحالي يفرض على مصر والمملكة أن تتعاونا لحماية نفسيهما وشعبيهما والمنطقة ككل، مضيفاً: «لا يوجد أمن لأية دولة عربية في المنطقة ما لم نتحد، وما لم نعرف ما يحيط بنا، كما أن الأخطار المحيطة، تحتم علينا التعاون والتآلف». وتناول السفير ناظر خلال محاضرته بعض هذه الأخطار، خصوصاً ما أطلق عليه «خطر التفتيت» الواضح للوجود العربي مثلما يحدث في العراق ولبنان، إضافة إلى «الخطر الإيراني»، الذي وصفه بأنه يتسرب إلى داخل كل دولة، ويثير المشكلات بها، كما أشار إلى «خطر الإرهاب» الذي عانت ولا تزال تعاني منه العديد من الدول العربية، مثل اليمن والسعودية والعراق ومصر، مؤكداً أن هذا الخطر بالذات يتسع ويتجذر ما لم نتعاون لمقاومته. وقدم السفير هشام محيي الدين ناظر تعازيه إلى الرئيس حسني مبارك والحكومة المصرية والشعب المصري بجميع أبنائه على حادثة الإسكندرية، ووصف هذه الليالي بالحزينة، مؤكداً مشاطرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، والشعب السعودي لجميع المصريين في أحزانهم وما أصاب مصر، مشيراً إلى أن من يتابع الصحف السعودية، يتأكد له متانة العلاقات المصرية - السعودية، وتألم الشعب السعودي لهذه الحادثة الإرهابية البشعة. وعن رؤيته لسبل تعزيز التعاون بين مصر والمملكة ف يما يخص أمن البحر الأحمر وقضايا الإرهاب، أكد السفير أن هناك اتفاقات قائمة واجتماعات دائمة بين المسؤولين، لوضع الترتيبات اللازمة والمطلوبة لمواجهة هذا الخطر، وتحدث عن نجاح المملكة العربية السعودية في مواجهة خطر الإرهاب، وقدرتها على تقليص أخطاره بدرجة كبيرة، عبر القضاء على العديد من البؤر الإرهابية النائمة، التي كان من الممكن في حال عدم اكتشافها أن تمثل خطورة كبيرة جداً، مؤكداً أن أسلوب الحوار الذي تتبعه جهات متخصصة في المملكة يعد أسلوباً ناجحاً جداً في تحويل هؤلاء الأفراد من الإرهاب إلى العمل الوطني. وفي ما يتعلق بسؤال عن إلغاء نظام الكفيل في المملكة، قال السفير: «لا يوجد نظام يسمى الكفيل حتى يتم إلغاؤه، وكل ما هناك أنه يتم إبرام عقد عمل بين الطرفين، ومن هنا على كل طرف أن يراعي حقوقه»، مضيفاً: «علينا أن نراعي الطرفين في الموضوع». وعن مشكلات المصريين في السعودية، أكد السفير أن هناك تنسيقاً كبيراً بين البلدين في هذا الشأن، وعند مقارنة عدد المشكلات بعدد المصريين المقيمين في المملكة، نجد أن هذه المشكلات أقل بكثير من النسبة الطبيعية المتوقعة، وأضاف: «وعلى رغم ذلك فإن مثل هذه المشكلات لا تقع في مجال اختصاصنا، فهي تخص السفارة المصرية في الرياض، لأن طبيعة عملنا هي مراعاة مشكلات السعوديين في مصر، ويتم حلها في إطار الأنظمة المصرية، كما أننا لا نسعى لتغيير تلك النظم». وفي ما يتعلق بالعلاقات الثقافية بين البلدين، قال السفير ان هناك الكثير من الأنشطة التي يتم فيها التعاون بين البلدين، وهناك زيارات متبادلة للكثير من الوفود السعودية لمصر، وتقابلها زيارات مصرية للسعودية. وعن حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين ومستقبله، أكد السفير قوة العلاقات التي تربط البلدين في هذا الشأن، خصوصاً على المستوى الحكومي، وقال: «عما قريب سيلتقي عدد كبير من المستثمرين السعوديين مع المسؤولين المصريين، للوقوف على مناخ الاستثمار، وكيفية الاستفادة من السوق المصرية الكبيرة»، مشدداً على ضرورة أن يكون مناخ الاستثمار مهيأ لذلك على المستويات الرسمية والإعلامية والشعبية كافة، وضرورة توفير البيئة المناسبة للاستثمار.