باريس، ابوجا، ابيدجان – «الحياة»، ا ف ب – أعلن وسطاء الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا أمس، ان رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو وافق على التفاوض «بلا شروط مسبقة» للتوصل الى مخرج سلمي للأزمة السياسية في بلاده. كما تعهد برفع الحصار البري الذي تفرضه القوات الموالية له على مقر خصمه الحسن وتارا في أبيدجان. تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، أن قوات بلاده غير مخولة التدخل في الشؤون الداخلية لساحل العاج، وان مهمة وحدة «ليكورن» الفرنسية التي تنشر 900 جندي في هذا البلد تنحصر في حماية الرعايا الفرنسيين المقيمين على أراضيه. ودعا ساركوزي مجدداً في خطاب ألقاه في قاعدة «سان ديزييه» الجوية الفرنسية لمناسبة العام الجديد، رئيسَ ساحل العاج الذي خسر انتخابات 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لوران غباغبو، الى احترام خيار شعبه وترك مكانه للرئيس المنتخب الحسن وترة. ورأى ان الرهان القائم تتجاوز انعكاساته ساحل العاج لتطاول أفريقيا بكاملها، مضيفاً ان «الدول الأفريقية لا تزال فتية، ويبني كل منها وفقاً للظروف حياة ديموقراطية». وأضاف: «أول مستلزمات الحياة الديموقراطية احترام نتائج الانتخابات. وخروج ساحل العاج عن دائرة الديموقراطية يدعو الى الخوف في شأن أفريقيا كلها». وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي يرأس حالياً المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا اعلن بعد لقائه موفدي المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا والاتحاد الافريقي في ابوجا أن الحوار «سيتواصل، لكن لا خيار لغباغبو الا التنحي لحساب وترة الذي اعترف به المجتمع الدولي، او ازاحته بتدخل عسكري من دول غرب افريقيا». وزاد: «موقف المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا ما زال كما أعلنته في بيانها» بعد قمة 24 كانون الاول (ديسمبر) 2010، حين دعا قادتها غباغبو الى التنحي، وهدّدوه باستخدام القوة. وحذر الرئيس النيجيري من ان تسوية الأزمة قد تستغرق وقتاً، «لأنه لا بد من ضغط دولي كبير لإقناع هذا النوع من الاشخاص». وقبل اطلاع جوناثان على نتائج الوساطة، تحدث موفد الاتحاد الافريقي رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا عن حصول تقدم واحتمال عقد لقاء بين غباغبو ووتارا. وقال: «كسرنا الجليد وبدأنا مناقشات. وافق وترة وغباغبو على مقابلة وجهاً لوجه، لكن مع بعض الشروط»، لكن معسكر وترة نفى ذلك. وقال علي كوليبالي، المستشار الديبلوماسي لوترة «قدم اودينغا الاقتراح، لكننا رفضناه»، مؤكدا تمسك وترة بالمواقف الاولى التي ابلغها الى الوسطاء الافارقة، اي انه «الرئيس الشرعي» وعلى غباغبو ان «يتنحى». وليل اول من امس، كرر وترة الذي يتحصن مع حكومته في احد فنادق ابيدجان بحماية 800 جندي من القوات الدولية، في وقت تفرض القوات الموالية لنظام غباغبو حصاراً برياً عليه، ان المناقشات «انتهت»، رافضاً تشكيل «لجنة تقويم» للأزمة التي أعقبت الانتخابات، معتبراً ذلك «استراتيجية لكسب الوقت»، فيما اعلن مقربون من غباغبو ان المناقشات متواصلة. وفي محاولة للمساهمة في تسوية الازمة، أبدت واشنطن استعدادها «للنظر» في استقبال غباغبو في الولاياتالمتحدة بناء على طلبه، بحسب ما افاد مسؤول اميركي كبير طلب عدم كشف هويته. لكن المسؤول حذر من ان «الاحتمالات قد تتبدد بسرعة»، مشيراً الى ان الرئيس المنتهية ولايته «يتعنت» حالياً.