قال مسؤولون في الادارة الاميركية ان وزارة الدفاع (البنتاغون) تخطط لانشاء قيادة عسكرية جديدة مخصصة للفضاء الافتراضي، ما يشكل خطوة إضافية في استعدادات القوات المسلحة لقيادة حرب إلكترونية هجومية ودفاعية. وستكون القيادة العسكرية مكمّلة لمكتب في البيت الابيض كان من المقرر ان يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انشاءه امس، يشرف على صون أمن شبكات الكومبيوتر في الولاياتالمتحدة، وذلك عبر تنسيق الجهود لفرض قيود على الدخول الى كومبيوترات حكومية، وحماية أنظمة تدير سوق الأسهم وتنظم التعاملات المصرفية وتدير نظام النقل الجوي. وعلى المكتب الجديد ان ينسق جهود مواجهة الهجمات الكومبيوترية التي تتعرض لها المواقع الالكترونية الحكومية والخاصة في الولاياتالمتحدة، غالباً من قراصنة كومبيوتر، وأحياناً من حكومات أجنبية. واوضح مسؤولون في البيت الأبيض ان خطة البنتاغون لم تُعرض بعد على اوباما، لكن يُتوقع ان يوقّع في الاسابيع المقبلة على أمر سري بتشكيل القيادة العسكرية الافتراضية. ويشكل ذلك إقراراً بأن في ترسانة الولاياتالمتحدة عدداً متزايداً من اسلحة الكومبيوتر، وان عليها اعداد الاستراتيجيات لاستخدامها، بصفتها عامل ردع او الى جانب الاسلحة التقليدية، في نزاعات مستقبلية متعددة. وسيدير المكتب في البيت الأبيض مسؤول لا يتيح له مركزه الوصول مباشرة الى الرئيس، ما دفع خبراء الى القول انه لن يكون بارزاً لدرجة ان ينهي الحروب البيروقراطية المندلعة، بعد تخصيص بلايين الدولارات فجأة لمشاريع تواجه أخطار الكومبيوتر. وتمثّل النزاع الأساسي في ما اذا كانت وزارة الدفاع او وكالة الامن القومي، ستقود الجهود في حروب الفضاء الإلكتروني. وثمة اقتراح بضم عناصر من وكالة الامن القومي، الى القيادة العسكرية، كي تعمل الجهتان معاً. ويشكل قرار انشاء قيادة افتراضية، خطوة كبرى تتخطى الاجراءات التي اتخذتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش، والتي سمحت بشن هجمات كومبيوترية، لكنها لم تسوِّ مسألة كيفية اعداد الادارة لحقبة جديدة من الحرب على الشبكات الرقمية. ولا يزال غير واضح ما اذا كانت القيادة العسكرية الجديدة او وكالة الامن القومي، او كلاهما معاً، سيقودان هذا النوع الجديد من العمليات الافتراضية الهجومية. وقال الناطق باسم البنتاغون براين وايتمان: «لا نشعر بارتياح في مناقشة مسألة العمليات الافتراضية الهجومية، لكننا نعتبر الفضاء الافتراضي ميداناً حربياً». واضاف: «يجب ان نكون قادرين على العمل في إطار هذا الميدان، مثل أي ساحة معركة، والذي يشمل حماية حرية حركتنا والاحتفاظ بقدرتنا على الأداء في ذاك المناخ». ويبدو انشاء مكتب للفضاء الافتراضي في البيت الابيض، جزءاً من توسيع دور جهاز الامن القومي في المقر الرئاسي.