خلال العروض في دار الأوبرا سيمبر في دريسدن (ألمانيا)، غالباً ما يُشغّل جمهور الحاضرين أجراس الدقائق لساعات جيوبهم ليعرفوا الوقت. وهذه التشويشات أزعجت الملك أوغست الثاني من ساكسونيا، الذي أمر مهندسه المعماري غوتفرايد سيمبر بأن ينشئ ساعة خشبة المسرح لدار الأوبرا الجديدة، مضيفاً: «يجب أن تكون مميزة عن الترتيب العادي للعقارب على القرص». ففي عام 1841 عهدت هذه المهمة الشاقّة للمهندس يوهان كريستيان فريدريك غوتكايس، وهو صانع للساعات الدقيقة والمهندس الرئيس للبلاط الملكي. وكان أكبر تحدٍ هو تصميم ساعة تكون مرئية لكل المقاعد من المدرج المعتم. وفضلاً عن ذلك، كان يجب أن تكون متلائمة مع المكان والمساحة المتاحة التي كانت فقط بارتفاع مترين فوق مركز خشبة المسرح. لكن القرص المدوّر لم يكن يفي بهذه المتطلبات، لذا وجب على غوتكايس أن يخترع فكرة عبقرية لإنشاء الساعة بتأشيرة رقمية. لقد كان لهذه الساعة طبلان يدوران في عكس الاتجاه بقطر 1.6 متر بحيث يظهر الوقت في فتحتين مزدوجتين تقعان في مكان عالٍ فوق خشبة المسرح. وكانت فتحة العقرب اليساري تظهر الساعات بأرقام لاتينية، والعقرب الذي على اليمين يشير إلى الدقائق بأرقام حديثة معاصرة، بفواصل زمنية مدتها خمس دقائق. وعام 1841 أيضاً هو العام الذي عاد فيه فيرديناند أيه. لانغيه من رحلاته إلى عواصم فن تصميم الساعات الدقيقة الأوروبية. وفي سن ال15، بدأ بمزاولة مهنته في صناعة الساعات تحت إشراف غوتكايس. وبعد أربعة أعوام أمضاها في باريس ورحلة إلى انكلترا وسويسرا التي من المحتمل جداً أيضاً أنها أثّرت في تصميم الساعة ذات الدقائق الخمس. وإن تفردها يستمر بإلهام مهندسي أيه. لانغيه أند صونه، حتى يومنا هذا. وبعد عام 1990، التقطوا الخيوط، أولاً بإنشاء التاريخ الأيقوني الكبير الحجم ل «لانغيه 1» كخلف لنموذج ألماسة التاريخ، ثم باستخدام ساعة المعصم الميكانيكي مع عرض رقمي قافز بدقة: لانغيه زيتويرك. وبسبب تقييدات حجم حركات ساعة المعصم، قرروا أن يحسبوا عرض الوقت الرقمي بفتحتي تعديل، ما يوجد مساحة أكثر للأقراص ذات الأبعاد الأكبر في شكل ملحوظ. وتراكمت رؤيتهم في عنصر التصميم الابتدائي، جسر فضي ألماني يؤطر مؤشرات الوقت. إن حجم الشاشة الكبير دائماً يقدّم قراءة واضحة للوقت. والدقائق تتقدم بالوقت ذاته، وفي أعلى الساعة تتحرك الأقراص الثلاثة فوراً إلى الأمام في شكل متزامن بفاصل درجة زيادة واحدة، وإن الجذع الرئيس المطور مجدداً مع زنبرك زائد القوة يعطي قوة مطلوبة من أجل دارات التحويل هذه. وإن ميزان الساعة ذا القوة الثابتة والحائز على براءة اختراع بين دولاب الجذع الرئيس والموازن، يحتمل أن يكون غير متوازن من حيث الاحكام، ويعمل كناظم للسرعة. إن لانغيه زيتويرك ليست مجرد معلم آخر حيث من أجلها يستطيع صانعو الساعات الرئيسيون في لانغيه أن يعتمدوه، إنه تصميم نموذجي لوضوح النموذج الأصلي الذي حاز على جوائز عدة من بينها جائزة «الإبرة الذهبية» وهي أعلى جائزة للساعات الفاخرة المحترمة «الجائزة الكبرى لصناعة الساعات في جنيف».