انتقد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب بشدة التحذيرات التي أطلقتها «جهات حكومية» حول وجود تهديد من سيول منقولة على محافظة جدة أثناء هطول الأمطار، مؤكداً أنه لا يوجد هناك ما يسمى «سيول منقولة على جدة إطلاقاً» مشيراً إلى أن هيئته رصدت تجمعات المياه في بحيرة المسك والأودية شرق جدة ولم ترصد أي خطر على جدة وسكانها من أثر السيول المحتملة من جبال شرق المحافظة إلى الآن. وقال نواب ل «الحياة» أمس: «إن السيول التي ربما تهدد محافظة جدة هي «سيول جبال شرق المحافظة»، لا فتاً إلى تحديد إدارته ثلاثة سدود رئيسة لتلافي تأثيرها سينتهي العمل فيها خلال تسعة أشهر. وقلل نواب من التقارير والتحذيرات التي أشارت إلى أن سيول وادي عسفان أو وادي فاطمة تهدد محافظة جدة وتنذر بتكرار سيول العام قبل الماضي، مبيناً أن وادي فاطمة يصب في أقصى جنوبجدة وتحديداً بعد القاعدة البحرية أي أنه حتى لو جاءت منه سيول فإنها ستكون خارج المحافظة الساحلية، أما ما يتعلق بوادي عسفان فأفاد أنه يصب في أقصى الاتجاه المقابل (شمال جدة) وتحديداً بعد أبحر وبالتالي فإن تهديده منعدم تماماً، وتابع: «كل المياه في وسط وجنوب وشمال جدة هي من جبالها الشرقية»، مستدركا: «لكن كمية الأمطار التي هطلت العام الحالي لا تقارن ولو بجزء يسير من كمية الأمطار التي وصفها ب (المهولة وغير المسبوقة) التي هطلت على المحافظة العام الماضي وتسببت في ما يعرف بكارثة جدة». وأضاف نواب مستنكراً: «نوهنا من أطلق التحذير من الجهات الحكومية عن السيول المنقولة بأن تحذيرهم خاطئ»، وزاد: «إننا في هيئة المساحة الجيولوجية حددنا سدوداً لتلافي سيول جبال شرق جدة بناء على الأودية التي ستسلكها». وأقر من واقع جولة جوية نفذها أمس (الخميس) على بحيرة المسك والسد الترابي والاحترازي بعدم رصد أي خطر أو تهديد على هذه السدود من المياه، وقال: «ما وجدناه عبارة عن كميات بسيطة من المياه لا تكاد تذكر إذ جففت البحيرة بشكل شبه نهائي ولم تعد تشكل مشكلة إلا أن جدة بحاجة إلى وقت حتى يتم الانتهاء من السدود».