دخلت مفاوضات دارفور التي ترعاها الوساطة العربية الافريقية الدولية برئاسة قطر في شأن أزمة دارفور مرحلة أكثر تعقيداً بعدما حزم وفد الحكومة السودانية حقائبه لمغادرة الدوحة تجسيداً لموقف كان أعلنه الرئيس السوداني عمر البشير أول من أمس أعلن فيه إنه سيسحب الوفد اذا لم يوقع اتفاق سلام بحلول أمس الخميس. وقال مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين في مؤتمر صحافي أمس في الدوحة: «قررنا مغادرة الدوحة الجمعة ونحن في انتظار تسلّم الوثيقة النهائية المتعلقة باتمام عملية السلام في غضون ساعات»، مشيراً إلى أن درس الوثيقة والرد عليها لا يتطلب وجود وفد حكومي مفاوض. وأشار غازي إلى أن مغادرة الوفد الحكومي الذي يرأسه وزير الدولة في رئاسة الجمهورية الدكتور أمين حسن، لا يعني الانسحاب من العملية التفاوضية، موضحاً أنه لا يوجد أي سبب لانتظار الوفد لأنه انتهى من طرح وجهات نظر الحكومة ولم يتبق سوى «تسلّم الوثيقة النهائية». وأكد أن «المفاوضات استكملت بكل أركانها ولا بد من تقديم وثيقة سلام نهائية حتى نستطيع التعاون». وقال: «قلنا للوساطة إن كل السودان سيكون منشغلاً بالاستفتاء (في الجنوب) ولا نريد لمساري السلام أن يتقاطعا». في غضون ذلك، قال الناطق باسم «حركة التحرير والعدالة» عبدالله مرسال ل «الحياة» إن مغادرة الوفد الحكومي «لا تعنينا، وما يعنينا أن العملية التفاوضية في الدوحة أفرزت قضايا خلافية (بين حركة التحرير والعدالة والحكومة السودانية) ويجب حلها، وكنا اتفقنا في هذا الإطار حول عدد من القضايا»، ورأى أن سفر الوفد الحكومي في ظل وجود قضايا عالقة «معناه أنه (الوفد الحكومي السوداني) مسؤول عن اعاقة مفاوضات الدوحة»، ودعا إلى ضرورة أن تقدم الحكومة السودانية تنازلات حول القضايا الخلافية. وشدد على مواقف «حركة التحرير والعدالة» المتمسكة بالمطالبة ب «اقليم واحد في دارفور (الوضع الإداري لدارفور) ومنصب نائب الرئيس السوداني». وقال: «هاتان قضيتان اساسيتان وعلى الحكومة حلهما إذا أرادت حلاًً لمشكلة دارفور». وكان الرئيس عمر البشير أعلن أول من أمس أمام حشد جماهيري في نيالا عاصمة جنوب دارفور أن محادثات السلام الخاصة بدارفور التي تستضيفها قطر ستنتهي الخميس، وأن حكومته ستسحب وفدها المفاوض في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول الموعد المذكور، وستركز على محادثات سلام من داخل البلاد. ووصف الناطق باسم «حركة العدل والمساواة» المتمردة أحمد حسين آدم تصريحات البشير بأنها «متطرفة»، مشيراً إلى أنها «لا تفيد ولا تتفق وإرادة السلام وتنسف منبر الدوحة». وأكد آدم: «إن تلك التصريحات اعلان حرب صريح من قبل الحكومة السودانية التي أدارت ظهرها تماماً للعملية السلمية والجهود المخلصة التي تقوم بها دولة قطر والوساطة العربية والافريقية والدولية لأجل وضع حد للحرب وإحلال السلام في إقليم دارفور».