لم يلتق المخرج التلفزيوني السوري رشاد كوكش بمؤلف مسلسل «العقاب» الكاتب والشاعر اللبناني عبد الغني حمزة، لكن هذا لم يؤثر على عمله، فما يهمّ في مثل هذه الحال هو «المنتج بالدرجة الأولى والنص الذي يجمع أفكار الكاتب حول الشخصيات والأحداث». وينفي كوكش في حديثه ل»الحياة» أنه ينفذ مثل هذه الأعمال بوصفه مخرجاً «تحت الطلب»، ويقول: «عندما أقدمت على إخراج المسلسل لحساب محطة «المنار» لم أفكر بهذه النقطة أبداً، فهو قد أثار إعجابي، وأحسست أنني من الممكن أن أقدم من خلاله وجهة نظر خاصة في هذا المجال». ويوضح أنه لا يخشى احتكار عرض عمله الجديد على قنوات لها طابع خاص، مثل «المنار» أو «الكوثر» أو «الفرات»، ف «العمل يحمل هوية ذات طابع إنساني بحت، وهذا ما أكدنا عليه بتناولنا للشخصيات... نتناول 13 شخصية شاركت في معركة كربلاء، ونتابع ما آلت إليه مصائر هذه الشخصيات بعد المعركة، ونتعرف من خلال هذه الأحداث إلى عبدالله بن زياد والشمر بن ذي الجوشن والحصين بن نمير، وشخصيات أخرى لا يعرفها المشاهد العادي». ويشير كوكش الى أن تصوير مسلسل «العقاب» التاريخي المؤلف من 13 حلقة لم يتطلب منه سوى 28 يوماً، بمعدل حلقة كل يومين تقريباً، ويضيف: «كنا في سباق مع الزمن، والتصوير كان يتم ليلاً نهاراً برفقة فريق عمل متفان أحبّ العمل، لذا تمكنّا من إنجازه في زمن قياسي، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون هناك هنّات، وعموماً أنا راض تماماً عن النتيجة». وعما إذا كانت هذه النوعيات من المحطات المنتجة تقبل بأي نوع من الهنّات، يقول المخرج: «عدم رضى المخرج عن بعض النقاط لا يعني أن العمل دون السوية المطلوبة. ولكن يبقى طموح المخرج نحو الأفضل والأحسن هو المبتغى». ولا ينكر كوكش إن إنجاز العمل بهذه السرعة القصوى جرى من أجل تلبية مناسبة بعينها، ويقول: «للأسف هذه عادة عربية تربينا عليها وسنظل نعيش ونعمل في إطارها». وعن دافعه للتصوير في البادية السورية يقول: «صوّرنا في مدينة صممت خصوصاً للأعمال التاريخية، وهي عبارة عن بيوت طينية قديمة حيث تجري معظم الأحداث، بالإضافة إلى واحة صممت للمسلسل، علماً اننا حفرنا مجرى نهر الفرات وملأناه ماء. وعموما كانت الصورة مقبولة ضمن الإمكانات المتاحة». ولا يخشى كوكش من المقارنة مع أعمال تاريخية ضخمة صورت في الأمكنة ذاتها وأخذت وقتاً أطول بكثير من مسلسل «العقاب»، ويقول: «كل عمل له نكهته». ويضيف أن إقدامه على تصوير 13 حلقة يشكل بمعنى ما كسراً لقالب الثلاثين، رغم أن المسلسل صور احتفاء بذكرى عاشوراء. ويقول إنه يشكر الكاتب والجهة المنتجة على قرارهما بالاكتفاء بهذا العدد من الحلقات. ويؤكد إن الجهة المنتجة تركت له حرية التصرف بكل شيء، ف «مثلاً معركة كربلاء لم تكن مطروحة في العمل، وقد عملت على تنفيذها إغناء للصورة وإيضاحاً للفكرة الأساسية أكثر». وعما إذا كان استعان بخبرات أجنبية، يقول كوكش: «لم تكن كربلاء معركة بالمعنى الحرفي للكلمة، فهي لم تستمر أكثر من أربع ساعات حسب المصادر التاريخية، وقد استعنت بالخبير السوري جمال الظاهر الذي أصبح خبيراً في تصميم المعارك وتنفيذها». ويوضح كوكش أن المشاهد يجب ألاّ يتوقع في الحلقات، التي بدأ تلفزيون «المنار» بثها، فيما يقوم هو بالتوازي بعمليات المونتاج ، «معارك مبهرة من أي نوع». ويقول إن مشاركة ممثلين سوريين وعراقيين، مثل تيسير ادريس، تولاي هارون، نجوى علوان، لويز عبد الكريم، محمد خاوندي، مأمون الفرخ، اسكندر عزيز، جمال الشاطي، مهدي الحسيني، شمام الحسن وعدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، لم تكن بداعي ضغط النفقات الإنتاجية، وبالتالي عدم الاستعانة بنجوم الصف الأول، ويضيف: «كانت وجهة نظر الجهة المنتجة أن أقدّم عملاً يحمل فكرة وموعظة. وكان بالإمكان تحقيق ذلك من دون الاستعانة بنجوم، وأنا كنت موافقاً على هذه الصيغة». وينفي كوكش أن يكون العمل شهد اعتذار أي نجم، ويقول: «لم يطرح اسم أي نجم، ولم نتصل بأي من هؤلاء النجوم، وكل من اتصلنا به عمل في المسلسل».