أمير القصيم يؤكد على السلامة المرورية    أمير الرياض يتسلم تقرير المياه.. ويعزي رئيس «التوضيحية»    محمية الملك عبدالعزيز تطلق إستراتيجية لتعزيز مكانتها البيئية والسياحية    تدشين جمعية التنمية الزراعية بالمدينة المنورة    بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة".. اندماج نوعي يعزز القطاع الصناعي في المملكة    مؤتمر التعدين يشهد 4 إعلانات إستراتيجية تعزز مكانة السعودية في القطاع    السعودية : التضخم 1.9 % الأقل ضمن معدلات التضخم بين دول العشرين    أخيراً «صفقة غزة» ترى النور.. والتنفيذ «الأحد»    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال11 لمساعدة الشعب السوري    وزير الخارجية يصل تايلند في زيارة رسمية    في الجولة 17 من دوري " يلو".. نيوم في ضيافة الزلفي.. والعدالة في مواجهة العربي    وزير الخارجية ورئيس وزراء سنغافورة يبحثان تعزيز العلاقات    رئيس وزراء سنغافورة يستقبل سمو وزير الخارجية    أسرة الحمدي تحتفي بزواج حسام    الفنان عبدالله رشاد يحتفل بزفاف أسرار وإياد    أسرة الشيخ تحتفل بزواج أنس وعبدالمنعم    3000 موقع جديد في سجل التراث العمراني    هيئة المتاحف تحتضن معرض «مانجا هوكوساي»    الإعلامي إبراهيم موسى يحصل على دبلوم إدارة الأعمال    أمير الشرقية يرأس اجتماع أمناء قبس للقرآن والسنة والخطابة    الشتاء.. نكهة خاصة    صلاح للأهلي    الخلود يخطف انتصاراً ثميناً أمام الأهلي في دوري روشن للمحترفين    لا تنمية دون تصنيع!    كشف الحساب السعودي من أجل فلسطين... والحقيقة    إنطلاق فعاليات معرض مبادرتي "دن وأكسجين"    وللشامتين الحجر!    ابتكاراً لضيوف الرحمن    أيام قبل وصول ترمب!    المملكة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان" الإبلاغ عن مروجي الأفكار الهدامه والمخدرات السامه واجبٌ وطني"    ضبط إثيوبيين في عسير لتهريبهما (11) كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    بايدن ينسب للدبلوماسية الأميركية «المثابرة والدقيقة» الفضل في إبرام اتفاق غزة    سفاح كولومبي لهجوم الذئاب    الإسعاف الجوي للهلال الأحمر يفعل مسار الإصابات لأول مرة بالمنطقة الشرقية    الامير سعود بن نهار يلتقي وزير التنمية الاجتماعية لجمهورية سنغافورة    دوري روشن: الخلود يسقط الاهلي بهدف دون رد    إمارة منطقة مكة تشارك في مؤتمر ومعرض الحج بجدة    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم    إطلاق "معجم مصطلحات الحاج والمعتمر".    انطلاق فعاليات معرض دن وأكسجين    وزير الاستثمار: يجب تكامل الجهود لاستكشاف المعادن الموجودة في قشرة الأرض وما تحتها    24 عملية زراعة أعضاء تنهي معاناة 24 مريضاً بالفشل العضوي    إثراء السجل الوطني للتراث العمراني ب 3202 موقع جديد    «مجموعة خدمات الطعام» تُعزز ريادتها في قطاع الإعاشة بمشاركة إستراتيجية في مؤتمر ومعرض الحج الرابع    أمانة الشرقية: تنظم مبادرة لتقديم خدمات الأحوال المدنية لمنسوباتها    ارتفاع أسعار الذهب مع ترقب بيانات تضخم أمريكية    الرئيس الكوري الجنوبي المعزول: مثولي أمام التحقيق منعًا لإراقة الدماء رغم عدم شرعيته    مجلس الوزراء يشيد بالمشاركة الدولية في الاجتماعات الوزارية بشأن سورية    المملكة والسَّعي لِرفع العقوبات عن سورية    فيصل بن بندر يطلع على أعمال أمن المنشآت    الراجحي ينتزع صدارة رالي داكار السعودية    المتحدث الأمني لوزارة الداخلية يؤكد أهمية تكامل الجهود الإعلامية بمنظومة الحج    البروتين البديل    سعود بن خالد يشهد اتفاقية «الفاحص الذكي»    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يفتتح» مؤتمر ومعرض الحج 2025»    الآثار المدمرة بسبب تعاطي المخدرات    إنجاز علمي جديد.. «محمية الملك عبدالعزيز الملكية» تنضم للقائمة الخضراء الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماس إذ تقترب من سياسات السلطة
نشر في الحياة يوم 30 - 12 - 2010

تصريحات الدكتور محمود الزهار الأخيرة عن التهدئة، تلفت في توقيتها ومغزاها والأبعاد التي تذهب إليها: الرجل وهو القيادي الأبرز والأقوى لحركة حماس في غزة، بعث برسالتين معاً وفي التوقيت نفسه، الأولى لإسرائيل تقول بالتزام حركته بالتهدئة، ليسارع ويطلق الرسالة الثانية التي تتوعد السلطة وأجهزتها الأمنية بمصير مشابه لما حدث لها في غزة.
مأزق الرسالتين هو بالضبط في فجاجتهما، وفي الذهنية السياسية التي حرّكتهما في هذا الوقت العصيب بالذات: كنا من قبل نسمع ونقرأ التصريحات العنيفة، التخوينية (وحتى التكفيرية) التي كان يطلقها قادة حماس كلما أعلنت السلطة عن تهدئة جديدة، باعتبار التهدئة مؤامرة على المقاومة المسلحة، والتي كانت – غالباً – تتجسد في إطلاق الصواريخ (العبثية بحسب وصف الرئيس أبو مازن)، والتي جرّت الجميع لسلسلة مريرة من الخسارات الفادحة في المستويات كلّها.
اليوم تعلن حماس التهدئة، بل هي تمارس ذلك الفعل الشائن الذي دأبت على اتهام السلطة بارتكابه وهو «منع المقاومين» من ممارسة مقاومتهم، وحتى قمعهم، لأسباب «موضوعية» لا اعتراض لعاقل عليها سوى أنها هي ذاتها الأسباب التي كانت تقف وراء تهدئات السلطة. في الماضي القريب كانت حماس ترفض وتدين وصف أبو مازن للصواريخ بالعبثية (التي لا تفيد). وبعدها وصف الزهار الصواريخ ذاتها بأنها خيانية، وأن إطلاقها يتسبب في كوارث وطنية!
مع ذلك ليست المشكلة هنا وحسب، فالأكثر فداحة ومدعاة للحزن، أن تأتي بعد هذه الدعوة مباشرة تهديدات مباشرة، واضحة وصريحة بإعلان الحرب على السلطة وأجهزتها الأمنية، التي سيكون مصيرها ما حدث في قطاع غزة، أي الانقلاب الدموي، والذي نتج منه الاحتراب الدائم والانقسام الجغرافي والسياسي وحتى الإجتماعي.
أتخيل فقط وللحظة لو أن شيئاً سياسياً كهذا قاله أحد قادة السلطة، فأتخيل معه سيلاً من ردود الفعل العنيفة في أوساط حماس، وأوساط معظم الإسلاميين العرب ممّن يناصرونها ظالمة أو مظلومة باعتبارهم يناصرون إسلاميتها، ولا يهتمون كثيراً أو قليلاً بالتدقيق في سياستها أو مواقفها.
المضحك المبكي أن هذه التصريحات البالغة الفجاجة لم تمنع وسائل إعلام، ومواقع إلكترونية حمساوية لا تحصى، من شن هجوم معاكس يطالب بإطلاق المقاومة المسلحة من الضفة الغربية، والحفاظ على التهدئة في غزة!
هنا بالذات ستقول تلك المواقع كلاماً كثيراً عن اعتقالات تقوم بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية لكوادر حماس في الضفة، وهي اعتقالات استنكرناها ونستنكرها اليوم، لكننا نسمح لأنفسنا وبنفس الدرجة أن نستنكر ما تقوم به الأجهزة الأمنية الحمساوية من اعتقالات لكوادر السلطة وحركة فتح في قطاع غزة، لكننا بعد استنكار مبدأ الاعتقال السياسي من أساسه، نرى من الأهمية بل الضرورة أن نعيد التذكير بأن هذه الاعتقالات ليست إلا النتاج المشوّه، المرير وبالغ الخطورة للانقسام الفلسطيني، كما أن وضع حدّ نهائي لها سيظل غير ممكن قبل إنهاء هذا الانقسام، والوصول لتفاهمات فلسطينية – فلسطينية عميقة، تعيد ترتيب الساحة السياسية على أسس الديموقراطية والتعددية والمشاركات المفتوحة.
أما دون ذلك فليس سوى صبّ مزيد من الزيت على نار اشتعلت ولا تزال تطاول بحريقها كلّ شيء، وما نقوله ليس دعوة لمعالجات أمنية أو تفاهمات لتقاسم المناصب والمراكز القيادية الأولى في الأجهزة الأمنية، فتلك السياسة هي أسً المأساة التي نعيشها، بل ندعو لتفاهمات شاملة، عميقة، وعمقها يعني بالتحديد وبوضوح كامل التفاهم على السياسية، وعلى البرنامج السياسي الذي يمكنه وحده أن يجيب على السؤال المركزي الذي فجّر الاختلاف حوله كلّ الاحتراب: ماذا نريد؟ وما هي أهدافنا؟
بعيداً من التحريض الإعلامي الاستهلاكي لا أرى سياسة حماس تبتعد كثيراً في أهدافها وغاياتها عن تلك التي تتبناها وتدعو لها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، ما يجعلنا نتساءل بحق إن كان الاعتراض هو على كون السلطة والمنظمة من يتوليان المفاوضات وليس قيادة حماس؟
في الأحوال كلها لقد جرت مياه كثيرة وصار من الواضح أن حماس تقترب كثيراً من السلطة في السياسة، ومن هذا الفهم بالذات نرى أهمية وإمكانية الوصول للتفاهمات العميقة التي ندعو إليها.
* كاتب فلسطيني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.