على رغم بؤس السجن ومرارة البعد عن الأهل، لم تمانع سجينات جازان من مشاركة لجنة رعاية السجناء الاحتفالية التي نظمتها اللجنة النسائية يوم الثلثاء بسجن جازان العام، واشتملت على توزيع هدايا ورقصات شعبية وأغانٍ وطنية، وشارك فيها عضوات اللجنة وعدد كبير من السجينات، ووصفت إحدى السجينات هذه الاحتفالية ل»الحياة» قائلة: «إنهن في حال ترقب، وزيارة اللجنة المتنفس الوحيد لهن وحبل النجاة الذي تتعلق به كل سجينة، إن لم يكن في خروجنا من السجن فيكون لمصلحة أسرتها التي ترعاهم اللجنة وتتلمس حاجتهم، إما عن طريق التواصل المباشر أو غيره»، وأضاف مدير شعبة سجن جازان العام العقيد «معدي نصورالبقمي»: «إن زيارة اللجنة لسجينات تمثل لهن الكثير ويبقين تحت تأثير الزيارة فترة طويلة، وماذا أضافت لهن من سرور ومناقشة مشكلاتهن». ومن جهة ثانية قالت رئيسة القسم النسائي باللجنة «عائشة شاكر»: «إنه تم توزيع الهدايا العينية بمشاركة مدير السجن، وهي مقدمة من اللجنة التي اشتملت على أصناف متنوعة من الملابس والمتعلقات الشخصية لكل نزيلة، وبعض المتطلبات الضرورية للأطفال المرافقين لأمهاتهن داخل السجن، ولا يزال لدى اللجنة مشاريع ستصب في مصلحة السجينات وأسرهن، أما السجينات فهن يتمنين سرعة البت في قاضاياهن، وهذا نعمل عليه». بينما أشارت عضوة لجنة رعاية السجناء «عافية الفيفي» إلى أن «المرأة السجينة بحاجة لرعاية خاصة أكثر من الرجل، فهي تحمل هم الأسرة التي تركتها، إضافة إلى هم سجنها، ومجرد معرفتهن بأخبار أسرهن تتحسن أوضاعهن، وأن هناك جهة ترعاهن فسوف ينعكس ذلك على حالتهن»، وأضافت «الفيفي»: «إنه يجب على المجتمع ألا يتعجل في إصدار الحكم على السجينة ويحملونها فوق طاقتها، خصوصاً من بنات جلدتها، فتجد نفسها منبوذة، فكلنا سواء تحت مظلة حكم القدر، وهو لا يفرق بين طبقات المجتمع». إما السجينة «أمانة» فقالت: «أعاني من ألم ينخر عظامي، وأمي تحتضر خارج السجن، لكني لن أخسر بهجة هذه الساعة والملك يستاهل أن نرقص على قلوبنا تحت تغيب الشمس، فهو أملنا بعد الله، ويشهد الله أننا نحبه ومن أحب الله حبب فيه خلقه، فنحن المخلوقات اللواتي شربن مرارة كأس الندم بعدما ارتكبنا معصية الخالق، نتمنى أن يمد الله في عمر الملك الذي وصلت إصلاحاته إلينا».