تحول الاحتفاء بالكتاب إلى ظاهرة هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، إذ شهدت مناطق عدة من المملكة احتفالات بالكتاب والقراءة شارك فيها ملتقيات ومؤسسات وأفراد. مبادرات عدة متنوعة وفعاليات حظيت بمستوى عالٍ ونوعي من المتابعة والحضور، ما عكس الأهمية التي يحظى بها الكتاب في أوساط شرائح واسعة من المجتمع، في تشديد على إشاعة ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع. وعبّر كتاب ومثقفون عن أهمية الحدث وضرورة التفاعل معه، داعين المؤسسات الثقافية إلى دعم مثل هذه التظاهرات، التي تعد - كما يقولون - ظاهرة إيجابية ينبغي أن تتوسع لتشمل شرائح كثيرة. وانطلقت مبادرات الاحتفاء بالكتاب من ملتقى شغف السنوي الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض والذي افتتح بشعار: «عندما يكون الكتاب مُلهماً»، ضمن رسالة «نشر الثقافة بين أفراد المجتمع» وتعددت فعاليات الملتقى ومنها: معرض الكتاب المستعمل وشعاره «اترك كتاباً وخذ بدلاً منه كتاباً»، ومناظرة عن وسائل التواصل الاجتماعي وهل أثرت في القراءة سلباً وإيجاباً، وتدشين تطبيق يسهم في التعريف بكيفية تنظيم المكتبة المنزلية، ويُعد هذا التطبيق الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، علاوة على تنظيم برامج وفعاليات أخرى تنوعت ما بين مناقشة ما يقارب 200 كتاب، ومارثون القراءة، وهو المسابقة بين قارئات، بحيث تقدم كل قارئة ملخصاً عن كتاب في دقائق، إضافة إلى تنظيم ورشة عن القراءة للآباء والأمهات من خلال دعوتهم للحضور وتعليمهم الطرق التي من خلالها تساعدهم على تعلم القراءة لأبنائهم. وفي المناسبة، أطلق الكاتب سعود البلوي «مبادرة كاتبني» التي تهدف إلى الإثراء المعرفي والتواصلية الثقافية، مروراً بالتوعية بحقوق المؤلف. وقال الكاتب البلوي إن أهمية هذه المبادرة تكمن في العمل على تعزيز القراءة والكتابة، وإتاحة التواصل بين المؤلف والقارئ بخصوصية، والسعي إلى التعرف بالمؤلفين وإنتاجهم وتوفير السبل إلى الحصول عليها. وفي السياق نفسه أعلن نادي كتابي، وهو نادٍ تطوعي تم إطلاقه عام 2004، تجهيزات للاحتفاء باليوم العالمي للكتاب، عبر إقامة أربع مناسبات ثقافية في أربع مناطق مختلفة في السعودية، سعياً منه لترسيخ قيمة القراءة والكتابة والنهوض بمستوى المعرفة إلى أعلى. وبدأت أولى مناسبات النادي في مدينة أبها عبر أمسية تحمل عنوان: «حياة في القراءة» قدمتها الدكتور حنان القطان، إضافة إلى تنظيم ورشة عمل في المنطقة الشرقية بعنوان: «الرواية والسينما: محاولات التجانس والتضاد»، قدمها الكاتب السينمائي طارق الخواجي. وقدمت الروائية أثير النشمي ورشة عمل في مدينة الرياض حول صناعة الرواية. وللمرة الأولى في محافظة جدة وبالتعاون مع مكتبة الملك فهد العامة استضاف النادي الكاتبة الصحافية هبة قاضي في أمسية حول «أدرينالين المرأة والثقافة». وفي الأحساء أقام مشروع أرض الحضارات بجبل القارة فعالية يوم الكتاب العالمي باحتضانه العديد من دور النشر والكتاب والشعراء الفنانين التشكيليين بإشراف الفنانة التشكيلية آمنة الغدير ومحمد الشوا، إذ تم التركيز على اللوحات التي تحمل معاني القراءة والحروفيات، وكذلك الرسم المباشر، لكل من إبراهيم العلي، معاذ الخميس، منى العيد، هاجر القريمط وزينب العبدالله. وعلى رغم ما يعانيه القارئ من صعوبة في وصول الكتاب إليه، إلا أن مثل هذه الاحتفاءات قد تذلل من صعوبة هذا الأمر وتمهد السبل إلى ظهور وسائل وطرق تجعل من الكتاب في متناول الأيدي.