قبل يومين من حلول الذكرى الثانية للحرب الاسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، وجه ثلاثة من قادة «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، رسائل الى اسرائيل مفادها جهوزية الحركة للرد على اي عدوان جديد. وجاءت الرسالة الأولى والثانية المفاجئتان من القائد العام للكتائب محمد الضيف ونائبه أحمد الجعبري بعد غياب طويل عن التصريحات ووسائل الاعلام، فيما جاءت الرسالة الثالثة الأقوى والأوضح خلال مؤتمر صحافي عقده الناطق باسم الكتائب «أبو عبيدة» في مدينة غزة أمس، ومفادها أن الصمت «ليس ضعفاً أو خوفاً»، محذرا اسرائيل من «اللعب بالنار». وبعد غياب طويل وتراجع واضح في عدد العمليات العسكرية ونوعيتها خلال السنوات الست الماضية، توقع الضيف في رسالة نشرها «موقع القسام» على شبكة الانترنت أمس «زوالاً قريباً» للدولة العبرية. وقال في رسالة لمناسبة الذكرى الثانية للحرب على غزة التي تصادف غداً: «إنكم (إسرائيل) إلى زوال، وفلسطين ستبقى لنا بقدسها وأقصاها ومدنها وقراها، لا حق لكم في شبر منها، ولن نرفع لكم راية بيضاء». وشدد الضيف الذي توارى تماماً عن الأنظار في أعقاب نجاته من آخر محاولة اغتيال اسرائيلية أسفرت عن إصابته بجروح خطرة قبل سنوات عدة، على أن إسرائيل «لم تستطع كسر شوكة القسام منذ 23 عاماً (وأنها) أعجز وأضعف وأوهن من أن تكسرنا بعد هذه السنوات العظيمة». وفي رسالة مماثلة، قال الجعبري الذي تعرض لمحاولات اسرائيلية عدة لاغتياله والمتواري عن الأنظار منذ انتهاء الحرب على القطاع قبل عامين، إن «كتائب القسام لم ولن تسقط من حساباتها أي خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى»، في اشارة ضمنية الى التراجع الواضح في عدد العمليات الفدائية ونوعيتها منذ العام 2004. وأعلن جهوزية الحركة «للتصدي وبكل قوة لأي جريمة جديدة، وإن كل الخداع والتخويف الذي يمارسه الاحتلال يجعلنا أكثر إصراراً على المقاومة والجهاد ضد أي غزو أو إجرام إسرائيلي». أما «أبو عبيدة»، فوصف خلال مؤتمر صحافي لاستعراض حصاد 23 عاماً من عمر «كتائب القسام»، التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير بأنه «لعب بالنار». وأضاف: «إذا أراد الاحتلال أن يختبر ردنا، فسيجد منا رداً قاسياً، فالعدو يدرك جيداً أننا قادرون على ردعه، وإذا لم يكونوا (الاسرائيليون) فهموا مغزى رسائلنا في الأيام الماضية، فسيصلهم المزيد منها، وعليهم أن يقرأوها بتمعن ودقة». وقال: «إذا كان العدو يظن أن حربه الإجرامية يمكن أن تردعنا، فهو واهم، والأيام ستثبت صدق قولنا، وإذا كان فشل فشلاً ذريعاً في حرب الفرقان (الرصاص المصبوب)، فإننا اليوم أقوى من ذي قبل». ووجه رسالة آخرى الى اسرائيل مفادها أن الحركة لا تريد مواجهة جديدة معها وتسعى إلى «تجنيب شعبنا الحرب والعدوان». وجاءت هذه الرسالة غداة تصريحات للقيادي البارز في الحركة محمود الزهار بأن الحركة «ملتزمة التهدئة». واستدرك أبو عبيدة: «إذا فرض العدو المواجهة فنحن لها، وسنقاوم بكل ما أوتينا من قوة (..) وسيدفع الصهاينة ثمن أي جريمة غالياً».