دالاس (الولاياتالمتحدة) - ا ف ب - أصدرت محكمة أميركية حكماً بالسجن لمدة 65 عاما على اثنين من مسؤولي منظمة للعمل الخيري كانت تعد أكبر جمعية خيرية إسلامية في الولاياتالمتحدة، بعد إدانتهم بدعم حركة «حماس». واتهمت المحكمة الجمعية وخمسة من مسؤوليها العام الماضي بنقل أكثر من 12 مليون دولار إلى «حماس»، في أكبر عملية تمويل لمنظمة تعتبرها واشنطن «إرهابية» في تاريخ الولاياتالمتحدة. ودانت هيئة المحلفين الجمعية والمسؤولين ب108 تهم تتعلق بتقديم دعم مادي «لإرهابيين» وتبييض أموال واحتيال لتجنب الضرائب. وقال مساعد المدعي العام للأمن القومي ديفيد كريس إن «هذه الأحكام ستكون تحذيراً قوياً لأي شخص يدعم مالياً عن علم إرهابيين تحت غطاء المساعدة الإنسانية». وحكم على الرئيس التنفيذي لجمعية الأرض المقدسة شكري أبو بكر، شقيق ممثل «حماس» في اليمن جمال عيسى، بالسجن لمدة 65 عاماً. وحُكم على رئيس ومؤسس الجمعية غسان العشي الذي يرتبط بصلة مصاهرة مع نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبو مرزوق، بالسجن لمدة 65 عاماً أيضاً. وشدد العشي على براءته، واصفاً المحاكمة بأنها «مقاضاة سياسية غير عادلة». أما مفيد عبدالقادر، الأخ غير الشقيق لرئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل، فحُكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً. وقال عند صدور الحكم: «أؤمن بالنظام ولم يتزعزع إيماني به... لكن تجاهل معاناة وجوع النساء والأطفال ليس من الصفات الأميركية». وحكمت المحكمة على محمد المزين قريب أبو مرزوق، وعبدالرحمن عودة، ممثل الجمعية في نيوجيرسي بالسجن 15 عاماً لكل منهما. ودفع الرجلان ببراءتهما أمام القاضي والمحكمة. واعتبرت قضية جمعية «الأرض المقدسة» نصراً كبيراً في «الحرب على الإرهاب» التي شنتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وكانت الجمعية واحدة من العديد من المنظمات الإسلامية التي أغلقتها إدارة بوش في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بسبب اتهامها بجمع الأموال لمتطرفين إسلاميين في الخارج. ولم يتهم الإدعاء الجمعية بالتمويل المباشر «للإرهاب» أو الضلوع به، لكنه قال إن المساعدات الإنسانية استخدمت لدعم «حماس» والسماح لها بتحويل الأموال الموجودة لتمويل نشاطات مسلحة. وقال محامو الدفاع إن الجمعية غير سياسية وكانت تعمل في شكل قانوني لتوفير المساعدات التي كان يحتاجها في شدة الفلسطينيون الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأكدوا أن موكليهم يحاكمون في شكل خاص بسبب صلاتهم العائلية.