موسكو - أ ف ب، يو بي آي - أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، ان موسكو «ليست موافقة اطلاقاً» على تفسير مجلس الشيوخ الاميركي في مصادقته على معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 2)، خصوصاً في اشارة المجلس الى عدم وجود علاقة ملزمة بين المعاهدة وبين «الدرع» الصاروخية. وقال لافروف امام مجلس النواب (الدوما) الذي اقر المعاهدة في قراءة اولى امس، ان في المصادقة الاميركية «تأكيداً مفاده ان ما ورد في المقدمة لا يلزم روسيا والولايات المتحدة قانونياً». وأوضح لافروف: «هنا بالتحديد (في المقدمة) ترد العلاقة بين ستارت والدفاع المضاد للصواريخ اضافة الى تأثير ستارت على التسلح غير النووي وعلى الاستقرار الاستراتيجي». وأضاف: «لسنا موافقين اطلاقاً. انه تفسير تعسفي لمبادئوقواعد القانون الدولي». وأكد ان «المعاهدة مثل اي معاهدة اخرى، وهي مجموعة اتفاقات تم التوصل اليها بعد عمل طويل وينبغي تطبيقها في مجملها من دون اي قيد». لكنه دعا النواب الروس الى المصادقة على نص المعاهدة. وقال ان المصادقة مرحلة اساسية للبلاد». وأضاف: «لكن يتعين العمل بطريقة لا يشك فيها اي شخص بان روسيا ستدافع دائماً عن مصالحها المشروعة». وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي كونستانتين كوساتشيف ان المجلس سيقر في قراءة اولى النص الرئيسي للمعاهدة كما وقعه في نيسان (ابريل) الماضي الرئيسان ديمتري مدفيديف وباراك اوباما. وسيتبنى مجلس النواب الروسي في كانون الثاني (يناير) المقبل، نصوصاً اضافية، رداً على الاجراءات التي اضافها مجلس الشيوخ الاميركي في قراره. في غضون ذلك، وصف مدفيديف نظيره الأميركي أوباما بالرجل المتحرر من التفكير النمطي الجامد، قائلاً انه شخص يفي بالوعود التي يقطعها ويسهل العمل والتعامل معه. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن مدفيديف قوله امس، في مقابلة مع المديرين العامين لقنوات التلفزيون الروسية الرسمية، ان أوباما يتمتع بالقدرة على السماع والاستماع، لافتاً إلى ان الاتصال الهاتفي بينهما عقب مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على معاهدة «ستارت 2» جرى في وقت متأخر بسبب عطلة أعياد الميلاد. وقال مدفيديف ان «الرئيس أوباما كأي إنسان له الحق في الراحة خلال أعياد الميلاد اذ استطاع في ظروف صعبة أن يتوصل إلى التصديق على معاهدة ستارت2». وتمنى لنظيره الأميركي عطلة سعيدة لأنه «قام بعمله في شكل نوعي». وأعرب مدفيديف عن أمله بأن يحرص المجتمع الأميركي على مواصلة نهج «إعادة التشغيل» مع روسيا، وفي ألا تسيئ هزيمة الديموقراطيين في انتخابات الكونغرس ‘الى العلاقات الروسية - الأميركية وألا تواجه تلك العلاقات مشكلات كبيرة». يذكر ان مصطلح «إعادة التشغيل» استخدم للمرة الأولى خلال لقاء سيرغي لافروف بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في جنيف في آذار (مارس) 2009، وأهدت كلينتون في مستهل اللقاء وزير الخارجية الروسي زراً احمر كبيراً بصفته رمزاً الى سعي الإدارة الأميركية إلى إعادة تشغيل العلاقات بين واشنطنوموسكو. وضغط كل من كلينتون ولافروف على هذا الزر وأطلقا بذلك عملية «إعادة التشغيل». الى ذلك، اكد مدفيديف انه لا يخشى ما ينشره موقع «ويكيليكس» من تسريبات، مؤكداً ان هذا الأمر لن يؤثر على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وأضاف انه لا يجد ما يخشاه في هذه التسريبات، مضيفاً ان من عليه أن يخاف هم العاملون في وزارة الخارجية الأميركية، وأردف: «لو كنت أخاف مما يقال عني لما تصفحت الإنترنت أو شاهدت التلفزيون».