أوردت وكالات الأنباء الايرانية امس، ان السلطات الباكستانية اعتقلت محمد ظاهر بلوش الذي خلف عبدالملك ريغي في قيادة تنظيم «جند الله» السنّي الذي نفذ هجمات كثيرة في اقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، والمحاذي لباكستان وأفغانستان. وتضاربت معلومات حول هوية الشخص المعتقل، اذ افادت مصادر بادئ الامر بأنه عبدالرؤوف ريغي، الناطق باسم «جند الله»، لكن هذه المصادر اشارت لاحقاً الى انه محمد ظاهر بلوش، قائد التنظيم الذي تبنى هجوماً انتحارياً علي موكب حسيني في مدينة جابهار في إقليم سيستان بلوشستان في 15 الشهر الجاري، اسفر عن مقتل 39 شخصاً وجرح حوالى مئة. ولفتت المصادر الى وجود تعاون امني بين السلطات الايرانيةوالباكستانية. وجاء اعتقال بلوش بعدما طالب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد نظيره الباكستاني آصف علي زرداري التعاون من اجل القبض علي قادة «جند الله» التي تتخذ الاراضي الباكستانية مقراً لها، وتسليمهم لطهران، في اتصال هاتفي بينهما الاربعاء الماضي. يأتي ذلك بعدما أعلنت السلطات الايرانية الاثنين الماضي أنها أعدمت شنقاً 11 عنصراً من «جند الله»، اتهمتهم بتنفيذ عمليات «ارهابية» في السنوات الماضية. وأشار ابراهيم حميدي رئيس القضاء في سيستان بلوشستان، الى ان هؤلاء «شاركوا في أعمال ارهابية في الاقليم ومواجهات مع قوات الامن وقتل مواطنين ابرياء»، ما ادى الى مقتل 15 شرطياً و12 عضواً في «الحرس الثوري». وشدد على انهم خضعوا لمحاكمة «علنية ونزيهة»، ودينوا ب «الفساد في الأرض ومحاربة الله ومواجهة النظام المقدس للجمهورية الاسلامية» في ايران. وكان رئيس الأركان الايراني الجنرال حسن فيروز آبادي حضّ الحكومة الباكستانية على «العمل لضبط حدودها المشتركة مع ايران». وقال: «تحتفظ ايران لنفسها بحق الثأر، انتقاماً لدماء شهداء عملية جابهار الارهابية، وإذا ثبت تقاعس إسلام آباد عن ضبط حدودها لمنع حصول عمليات إرهابية داخل ايران انطلاقاً من باكستان، يحق لإيران ان تستخدم حقها المشروع في هذا الصدد». في الوقت ذاته، اعتبر الجنرال غلام علي رشيد نائب رئيس الأركان الايراني ان تفجير جابهار «يثبت أن العلاج الوحيد والسريع لهذه الظاهرة، هو قمع الارهابيين على الاراضي الباكستانية». وقال: «هذه المجموعة الارهابية تتخذ من الجارة باكستان مقراً لتخطيط العمليات وتنفيذها، وتلقى ايضاً دعماً لوجيستياً، وتوصّلنا الى أنّ القضاء عليها إنما يتم في الاراضي الباكستانية، والحرس الثوري قادر على تنفيذ ذلك».