باريس - أ ف ب - قرر المنتدى الثقافي اللبناني في باريس منح جائزته السنوية للإبداع العربي التي تحمل اسم الروائي السوداني الكبير الراحل الطيب صالح، للفنان التشكيلي القطري يوسف احمد. وأصدر المنتدى في باريس أمس، بياناً اعلن فيه منح الجائزة العربية لهذا الفنان القطري الذي برع في عالم الحروفية لينطلق منه للتعبير عن الخصائص العميقة للبيئة القطرية ويحوز العديد من الجوائز العربية والخليجية بعد مشاركته في الكثير من المعارض ومنها «آرت دبي». وقال نبيل أبو شقرا رئيس «المنتدى اللبناني الثقافي» في باريس لوكالة «فرانس برس»: «هذا الرجل من افضل الفنانين التشكيليين في قطر والخليج وهذه هي المرة الأولى التي نمنح فيها الجائزة لفنان قطري وهي مصادفة جميلة أن يتوافق ذلك مع إعلان الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010.» وأضاف أبو شقرا: «هذه الجائزة تعتبر تكريماً لذكرى الروائي الكبير الراحل الطيب صالح الذي كان في أيامه الأخيرة، على رغم تعبه والمرض، مصراً على اختيار شخصية قطرية للجائزة التي ستحمل اسمه تعبيراً منه عن الود الذي يكنه لقطر». وأشار أبو شقرا الذي تعرف إلى الفنان يوسف احمد خلال معرض أقيم له في معهد العالم العربي في باريس إلى أن توافقاً تم بين الشخصية التي حملت الجائزة اسمها وبين الهيئة الاستشارية للمنتدى التي قررت منح الجائزة للفنان يوسف اسعد الذي «نسعد بانضمامه إلى مسيرة المنتدى وإلى قائمة المثقفين الذين يشرف المنتدى انه منحهم إحدى جوائزه خلال الأعوام الماضية». وتعليقاً على منحه الجائزة قال الفنان القطري في حديث هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «أنا سعيد جداً بالجائزة خصوصاً لكونها تحمل اسماً كبيراً من العالم العربي وهي تمنحني في الوقت نفسه طاقة اكبر للعمل والاستمرار في البحث». وقال الفنان الذي يقدر مسألة أن يأتي تكريمه من باريس عاصمة الفن: «أحاول أن اقدم محليتي إلى العالم والأشياء الخاصة بالبيئة القطرية من خلال عناصر ثلاثة: السماء والبحر والصحراء. فهذه العناصر فيها طاقات شديدة ومختلفة في لونها وخصائصها عن بقية البيئة الخليجية، فاللون هنا ترابي والبحر هادئ جداً والسماء صافية والصحراء مسطحة ليس فيها جبال أو كثبان». ويحاول الفنان القطري أن ينقل هذا الصفاء والعمق وتلك الطاقة إلى أعمالة. وكان آخر معرض له أقيم على هامش معرض الكتاب الأخير في الدوحة وأبرز أبحاثه الهادفة إلى تطوير الرسم على ورق يصنع محلياً من سعف النخل القطري. وختم بقوله: «اعتقد انه تم اختياري نظراً إلى تجربتي الطويلة في مجال الفنون التشكيلية كرائد من الرواد التشكيليين في قطر». ويعتبر احمد أحد اهم رواد الحروفية العربية التي لم تأسره بل انطلق منها إلى فضاءات ارحب، ولعلها أكسبت أعماله دقة وجمالاً وأوصلته إلى مصاف العالمية حيث تلقى أعماله إقبالاً من قبل الذواقة العرب والأجانب. ويمنح المنتدى هذه الجائزة للمرة الثانية عشرة وكانت منحت خلال السنوات السابقة إلى عدد من المبدعين العرب في مختلف المجالات وبينهم الشاعران مرام المصري وعبد المنعم رمضان اللذان منحا جائزة باسم أدونيس. كما منحت جائزة الإبداع العربي للفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي الذي نال جائزة باسم غسان تويني وجائزة لسليم بركات حملت اسم محمود درويش وجائزة الروائية رجاء العالم التي حملت اسم الناقدة خالدة سعيد فيما منحت جائزة شفيق عبود إلى التشكيلي السوري مروان قصاب باشي. كذلك يمنح المنتدى جائزته للإبداع اللبناني التي ذهبت خلال السنوات السابقة لعدد من المبدعين بينهم الكتاب سمير قصير وأحمد بيضون وحسن داود وجيرار خوري ونجوى بركات والشعراء أدونيس ووديع سعادة وعباس بيضون وعيسى مخلوف والفنانان مرسال خليفة وعبد الرحمن الباشا.