يشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب مشاركة لافتة لجناح المملكة، نظراً لما تصاحب المشاركة من فعاليات وصوالين ثقافية داخل الجناح، كما يحضر المثقفون السعوديون في مختلف برامج المعرض في دورته ال24 حتى 5 أيار (مايو) الجاري. فدعماً للكتاب والمؤلفين الجدد تُنظم «بادرة ضاد» التي أطلقت مع المعرض عام 2012، وتقوم هذه الفعالية على فكرة توفير منصة للقاء بين المؤلفين الواعدين في الوطن العربي والجمهور والناشرين والمترجمين داخل جناح مخصص لثلاثة من المؤلفين يتم اختيارهم سنوياً، ويعرضون كتبهم ويلتقون بقرائهم، إضافة إلى حوارهم المباشر في حلق حوارية حول الكتابة. واختار المعرض هذا العام الكاتبة السعودية هيفاء العيد والجزائرية ديهية لويز والإماراتي عبدالله السعدي، ويتم التعريف بأعمال هؤلاء الكتاب الثلاثة مع القراء والإعلام والمبدعين. وكانت العيد أصدرت أخيراً كتابها «أنا ما أُخفيه»، الصادر عن منشورات ضفاف في بيروت، وهو نصوص شعرية، وبدأت الكتابة عام 2002، ونشرت أعمالها في صحف عربية، كما أشرفت على القسم الثقافي في الصحيفة الصادرة عن كلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز من 2004 إلى 2006. أما الفنان التشكيلي السعدي فيتخذ من الكتابة «مبدأً بصرياً، ويُعتبر ذهنية راحلة ورحالة في عناصر المُكوَّن من حوله أصلاً، ويخترع أبجديات، ويؤكد على لحظات تاريخية بعينها كأنها أصل مبدأ الوجود». والجزائرية لويز «يمنحها السرد حرية أكبر وجرأة للتطرق إلى مواضيع شائكة»، بحسب بيانها عن تجربتها. وعن تعريف برنامج «بادرة ضاد» لضيوفه الثلاثة، يرى السعدي الكتابة استرسالاً مفتوحاً على التعبير ومرتبطة بأعماله الفنية، الممتدة من عام 1968 حتى الآن، ويضيف: «كونها تمثل موضوعاً للحياة خارج التأليف المقصود لإنجاز نوع فني محدد»، أما الشاعرة هيفاء فتصف تجربتها بقولها: «الشعر هو الفعل العفوي الصادم، لغتي الخاصة في استفزاز الأشياء ومن ثم إعادة تشكيلها من جديد. إن كل لقاء مع الفكرة في العمق المظلم من اللغة يعني بالنسبة إليّ ولادة نص آخر»، وتُوصف أعمال الجزائرية لويز بأنها جريئة، وصدرت لها روايتان، الأولى «جسد يسكنني»، والثانية «سأقذف نفسي أمامك»، وسبقت لها المشاركة في تأليف مجموعة قصصية بالأمازيغية، بمشاركة كتاب جزائريين ومغربيين. وتقول الروائية ديهية: «الكتابة بالنسبة إليّ متعة قبل كل شيء، أسافر من خلالها إلى كل المتاهات الممكنة في النفس البشرية، وأكتشف نفسي والآخرين أكثر من خلالها». من جهة أخرى، يوقّع الشاعر والروائي عبدالله ثابت اليوم (الإثنين) كتابه «يردن المشرب مرتين» الصادر حديثاً مايو 2014 من دار «مدارك» 2014، في جناح الدار في معرض أبوظبي، ويؤكد المؤلف صاحب الإرهابي 20 ل«الحياة» أنه عمد إلى تجريد أوراقه من مناسباتها، مبقياً على حك ما هو إنساني وجمالي، وهذا هو الخيط الرفيع الذي ربط صفحاته ببعضها، ويقول في بداية الكتاب: «ونحن على التل نفسه، أشير في مبتدأ هذا الكتاب أني كنت قد نشرتُ بعضاً منه في غير مكان، وقد عملت على تجريد هذه الأوراق من مناسباتها، مبقياً على خدرات التأمل، وحكّ ما هو إنساني وجمالي بالمقام الأول، والذي هو الكامن الذي يربط هذه الصفحات ببعضها. إنني أمهر كل كلمة في هذا الكتاب، لأجل أولئك الذين يثابرون على اختلافهم، ويخيفهم أن يكونوا قليلي المعنى»، ويحمل هذا الكتاب وهو والإصدار الثامن لثابت تأملات وقصصاً ورؤى مختلفة حول الكتابة والشعر والإنسان.