اعتبر السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أن الموقف الإيراني الأخير من المحكمة الدولية «يتناغم ويتكامل مع مواقف كثيرة تصدر في أكثر من مكان في لبنان وخارجه تشكك بصدقية المحكمة»، مشيراً الى أن ما قاله المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي «سبقته مواقف كثيرة». وقال علي الذي جال أمس على الرئيسين السابقين للحكومة اللبنانية سليم الحص وعمر كرامي، بعد زيارته الأول في عائشة بكار: «الجميع في لبنان يقول إن هناك تقدماً في المسعى السوري - السعودي وانه بعد عطلة الأعياد سيتم التوصل الى نتائج إيجابية»، وأضاف: «نرجو ذلك، لكن هذا يتوقف على الأفرقاء في هذا البلد العزيز. لا ينوب أحد عن المعنيين، عن اللبنانيين أنفسهم الحكماء والغيورين على أمن بلدهم ومصالحه في أن يتوافقوا على حلول، والأكيد أن الجهد السوري - السعودي مستمر، لكن تظهير النتائج يجب أن يكون عبر الأفرقاء في لبنان وتجاوبهم وتوافقهم وحوارهم في ما بينهم وخارج الإعلام كي يصلوا الى نتائج نرجو أن تكون مثمرة وقريبة وتدرأ أي فتنة وتفوت الفرصة على الاستهداف الإسرائيلي الذي هو غاية كل هذه المؤامرات للنيل من وحدة لبنان وصموده ومقاومته، والنيل أيضاً من المنطقة ككل. ويجب أن نتفاءل، لكن التفاؤل المبني على وعي الأخوة في لبنان وجهودهم». وسئل عما إذا كانت الاتصالات مقطوعة بين سورية ورئيس الحكومة سعد الحريري، فأجاب: «لا، الأمور بخير إن شاء الله»، مشيراً رداً على سؤال الى أنه لا يعرف ما إذا كان ثمة زيارة قريبة للحريري لسورية. وأضاف: «يجب أن نتفاءل بالخير والمسعى السوري- السعودي والوفاق اللبناني- اللبناني، والحوار بين الأشقاء، نرجو أن تكون مصلحة لبنان ووئامه وقوته في مواجهة التهديدات الإسرائيلية هي الغاية من كل هذه الجهود، وتفاءلوا بالخير تجدوه». ولدى زيارته كرامي، قال علي ان «سورية والسعودية تسهمان بما تستطيعان من جهد، لكن تظهير هذا الجهد والتعاون معه يقع على الاشقاء في لبنان... فسورية والسعودية غيورتان على أمن لبنان واستقراره لأن في هذا مصلحة للسعودية ولسورية، وأننا نرجو ذلك ويجب أن نتكل على حرص اللبنانيين على أمنهم واستقرارهم ووفاقهم في أن يثمر تحصينا لهذا البلد في مواجهة كل الاستهدافات... ويجب أن تقرأ الأمور هكذا وان تكون دافعاً لتحصين الوحدة الداخلية ومنع الفتنة، ومنع الانجرار الى أي ملعوب قد تكون مظاهره خادعة». ورأى أن «ما تعرض له لبنان في المراحل الماضية يمنحه حرصاً وشعوراً برفض مقدمات الفتنة، وأظن أن السواد الأعظم والقوى الأساسية ترفض هذا وتمنع حدوثها، ولا تسمح بها». ثم تحدث كرامي، مشيراً الى أنه «في الأيام الأخيرة من هذه السنة، تنامى إلينا أن هناك مسودة، وأن هذه المسودة جرى الاتفاق عليها بين س- س، وأنها عرضت على الشيخ سعد الحريري، وأن الأمور جارية في الطريق الإيجابي، حقيقة أننا نختم هذه السنة بتفاؤل كامل، وإن شاء الله تنتهي هذه الأزمة، وينطلق لبنان لإعادة بناء مؤسساته وتنصرف الحكومة الى معالجة قضايا الناس». وأضاف رداً على سؤال: «معلوماتنا أن الأمور جارية بطريقة إيجابية، وحصل التفاهم الى حد بعيد، فجلالة (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نتمنى له الشفاء الكامل غادر اليوم المستشفى، والعودة الى العمل تسهل الأمور كثيراً وتدعم الأمور التي كانت قبل المرض، ونتمنى له السلامة وطول العمر وأن يؤدي هذا الدور في خدمة هذه الأمة وفي خدمة لبنان».