اجتمع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أمس في مدينة بريدة، برؤساء الأندية الأدبية في المملكة. وتمت خلال اللقاء مناقشة الرؤى المستقبلية للأندية في ظل تشكيل الجمعيات العمومية وإمكان دعمها لتأهيل الأندية للقيام بدورها على أكمل وجه. ومن ذلك نقاشات حول اللوائح وتشكيل لجان تتولى هذا الموضوع والانتخابات وتكوين الجمعيات باكراً. كما تم بحث تأمين مقار للأندية تستوعب الأنشطة الثقافية، التي تقدمها الأندية للثقافة الوطنية. إلى ذلك، افتتح أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بحضور نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، مساء الاثنين الماضي، ملتقى نادي القصيم الأدبي السادس وعنوانه «امرؤ القيس: التاريخ والريادة الشعرية». وأكد رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور أحمد الطامي في كلمته على الدور الذي تضطلع به الأندية الأدبية، وإسهاماتها في دعم الحركة البحثية والثقافية في كل جزء من أجزاء الوطن. وقال إن النادي «يحرص كل الحرص على القيام بواجبه في خدمة الحركة الأدبية والثقافية في المنطقة، من خلال تناسقه الثقافي وملتقياته العلمية». وعدّ الملتقيات العلمية التي تنظمها الأندية الأدبية «مصدراً مهماً ورئيسياً من مصادر التاريخ الأدبي الحديث للمملكة نقداً وشعراً وقصة قصيرة»، مؤكداً حرص نادي القصيم الأدبي على أن تكون ملتقياته تخدم هذا الهدف. وانطلاقاً من أهمية الأدب القديم أوضح الطامي أن النادي «سيركز في هذا الملتقى على الشعراء الذين سكنوا منطقة القصيم ومن بينهم امرؤ القيس، الذي يعد قلعة من قلاع التراث الشعري ومجداً من أمجادها في عصر ما قبل الإسلام الذي ظلت ريادته للشعر العربي صامدة طوال القرون الماضية»، متمنياً أن يتم تقديم امرئ القيس في هذا الملتقى بشكل ووجه متجدد «سيرة وشعراً، وبطرق تتجاوز وتحاور وتفكك وتتصاعد مع ما كتب عنه سابقاً، وهذا ما سيتناوله أكثر من ثلاثين باحثاً وباحثة في هذا الملتقى». وقال رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية الدكتور محمد السالم، في كلمة الضيوف، إن المملكة «تعيش نهضة شاملة وتقدماً ورقياً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وألبسه ثوب الصحة والعافية»، مضيفاً أن المؤسسات العلمية والثقافية والأدبية «أصبحت من مميزات هذا العصر الذهبي، الذي نعيشه وأعطت الفرصة للعلماء والمفكرين والأدباء والمبدعين السعوديين لإظهار ما لديهم من علم وثقافة وأدب تجاوزوا من خلالها المحلية إلى العالمية»، مرجعاً هذا التقدم إلى الدور الذي تقوم به القيادة الرشيدة. فيما قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في كلمته: «أن تكون في القصيم فذلك يعني أن تسترفد ذاكرة شعرية ثرية، وأن تقف حيث وقف آباء الشعر العربي القديم، فما أن تعلو هضبة أو تنحدر إلى وادٍ فثمة شعر قيل وثمة شاعر ثوى، إن هذا الملتقى يلقي الضوء على شاعر عظيم لا يزال شعره وإبداعاته الأدبية ملء السمع والبصر، يتجدد اسمه في كل زمان ومكان كأنه ولد بالأمس»، مشيراً إلى أن هذا الملتقى «عندما يجدد العهد بامرئ القيس سيضيف إضافات أدبية وشعرية جديدة إلى منهجنا الأدبي العربي الكبير». وعبّر أمير منطقة القصيم عن سعادته بأن يكون «مع هذا الجمع المميّز علمياً وأدبياً وثقافياً وفكرياً»، مشيداً بما يقدمه نادي القصيم في هذا الملتقى وما سيتبعه من ندوات ومحاضرات. وتوقّف عند دور رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة «في رسم نهج النادي الذي يسير بخطى ثابتة ويؤسس لمنهجية ثقافية واضحة»، منوهاً بجهود وزارة الثقافة والإعلام ورعاية الوزير «الذي يحمل حقيبتها ويحظى بدعم ولاة الأمر وله دور فاعل في تأسيس الأندية الأدبية على النهج الجديد الذي تسير عليه الآن»، متمنياً أن يكون هذا الملتقى «مميزاً يخدم الحراك الأدبي والثقافي في المملكة».