ريكيافيك (آيسلند) - أ ف ب - تحول لون القمر أمس الى الأحمر على مرأى من المشاهدين في المناطق التي غابت عنها الغيوم في النصف الشمالي من الكرة الارضية، ودخل كلياً في ظل الأرض، بحيث حجبت عنه نور الشمس تماماً، ففي هذه اللحظة كان القمر والأرض والشمس على خط واحد. ويفترض نظرياً أن يختفي القمر تماماً لاحتجاب نور الشمس عنه، لكنه بدلاً من ذلك يتحول الى اللون الاحمر، لأن الغلاف الجوي للأرض يغير مسار أشعة الشمس التي تسير بمحاذاة كوكب الارض، وبما أن الطيف الأحمر هو الأكثر انحرافاً لدى مرور الأشعة بمحاذاة الأرض، يظهر قرص القمر محمرّاً. ويراوح هذا اللون بين الأحمر الداكن والبرتقالي الفاتح، ويحدده تكوين الغلاف الجوي للأرض (مثل كثافة الغبار)، والنشاط الشمسي والمسافة بين الأرض والقمر. وأمكن مشاهدة الخسوف الكلي للقمر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في اميركا الشمالية وأوروبا الغربية وجزء من آسيا، لمدة أكثر من ساعة في المناطق ذات الاحوال الجوية المؤاتية. ووضعت جمعية هواة الفلك في العاصمة الآيسلندية ريكيافيك، تلسكوباً لإتاحة الفرصة للاشخاص المحتشدين على رغم الصقيع لمشاهدة الكواكب والقمر. وقال رئيس جمعية هواة الفلك سيفار هلغي برغازون: «نريد ان نتيح للناس إمكانية مشاهدة خسوف القمر بواسطة التلسكوب، لأن قلة منهم سبق لهم ان رأوا ظاهرة مماثلة». وأضاف: «يقع خسوف للقمر مرة كل سنتين او ثلاث سنوات، وسنشاهد الخسوف المقبل في آيسلندا بعد سنتين»، موضحاً ان وقوع خسوف للقمر في يوم الانقلاب الشتوي، كما هي الحال الثلاثاء، أمر نادر الحدوث. وبحسب منظمي مهرجان بلو لايتس، الذي يقدم إمكانية الاقامة في لابلاند في السويد لمشاهدة الفجر القطبي، والخسوف هذه السنة، يجب الانتظار حتى العام 2029 لمشاهدة خسوف جديد في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية في اطول ليلة في السنة. وسيقع الكسوف الاول للشمس العام المقبل في الرابع من كانون الثاني (يناير). واذا سمحت الاحوال الجوية، يمكن رؤيته في أوروبا، لا سيما في السويد وفي شمال افريقيا والشرق الأدنى وآسيا الوسطى.