بينما تتحدث وسائل الإعلام هذه الأيام عن الرغبة في إحياء «مفاوضات السلام» بين الفلسطينيين واسرائيل وتتحرك في هذا المسار تقوم اسرائيل ببناء مزيد من المشاريع الاستيطانية فوق الأراضي العربية المحتلة، مما يؤكد انها غير معنية بالسلام مع العرب وليس لها أجندة محددة في هذا المسار، ولغتها الوحيدة التي تستخدمها هي المضي قدماً نحو تحقيق المخططات والأهداف الرامية الى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وطرد السكان العرب من مدنهم وقراه وفرض سياسة الأمر الواقع خطوة خطوة التي تبدو انها تراهن عليها في افراغ فلسطين من سكانها الأصليين، وبينما يحدث كل ذلك نبقى نحن العرب في غفلة من هذا كله، وكأننا نسكن في كوكب المريخ ولسنا من أهل الأرض. ان هذه الممارسات الإسرائيلية - للأسف - ظلت منظمة الأممالمتحدة عاجزة حيالها عن اتخاذ أية اجراءات لمصلحة الشرعية الدولية، ربما بسبب الفيتو الأميركي حيناً، وربما لعدم وجود الرغبة من قبل معظم دول العالم في أن تحل تلك القضية التي اعتدنا عليها منذ القدم، فباتت من الموروثات التي لا يمكن التخلي عنها، اضافة الى ان معظم قرارات المنظمة الدولية تتكسر عند أعتاب الغطرسة الإسرائيلية التي لا تقيم أي وزن أو اعتبار للقرارات الدولية، خصوصاً تلك التي تعوق تحقيق المخططات الإسرائيلية. ان الدعوة الى السلام باتت أمراً ساذجاً، خصوصاً مع استمرار الغطرسة الإسرائيلية، وتجاهل معظم الدول الكبرى لتلك القضية نظراً الى انشغالها بقضايا داخلية ودولية تهمها أكثر من القضية الفلسطينية، وغياب المساندة العربية الحقيقة بعدما غاب ضمير المجتمع الدولي، فمات الأمل في أن تعود القدس لنا، وباتت عودتها مجرد شعار نردده من حين الى آخر، كلما تذكرنا وطناً عربياً اسمه فلسطين كان يسكنه اخوة لنا من العرب!