تفاعل سعوديون مع الحادثة الإرهابية التي تعرضت لها منطقة الشانزليه الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس، فيما دعت السفارة السعودية مواطنيها إلى تجنب الذهاب إلى المنطقة وضرورة أخذ الحيطة والحذر، بعد الاعتداء الذي شهدته المنطقة وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخرين. ودانت تغريدات السعوديين الاعتداء الذي تبناه تنظيم «داعش» في «الشانزليزيه»، الذي يعد من أشهر وأجمل شوارع العالم. ووصف عارف الشمري الحادثة ب«الإجرامية»، فيما غرد عبدالغني أحمد معبراً عن حبه للشارع «أصبح الشانزليه أحب بقعة لي بعد مكة»، داعياً الله أن يحفظه ويأمنه من الشرور، ومثله عبد الله الرشيد الذي كتب «خسارة كنت أنوي العشاء فيه»، فيما عبر آخر عن تمنيه وجود نظيره في السعودية. وكتب مغرد يدعى رائد: «من يضرب في الشرق هو نفسه من يضرب في الغرب والضحية هم الأبرياء»، فيما غرد ماجد البلوي: «نسأل الله أن يحفظ مواطنينا وجميع الأبرياء من هذا الاعتداء». وكتب أحد المغردين المقيمين في فرنسا مازحاً «المفروض تعوضني الحكومة الفرنسية عن اليوم الذي قضيته في المنزل». وغرد عبد العزيز العنزي «خسارة أين سأتناول أفطاري الآن»، فيما أشار آخر إلى أن حب السعوديين ل«الشانزليه» لن يمنعهم من الذهاب حتى في ظل «إجراءات أمنية». وكانت السفارة السعودية نقلت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحذير القيادة العامة للشرطة للمواطنين من الذهاب إلى منطقة الشانزليزيه، نظراً لجود «اشتباه أمني» فيها. ونبهت السفارة مواطنيها إلى «إغلاق عدد من محطات المترو حتى الانتهاء من الإجراءات الأمنية في الخط رقم 1 George V - Roosevelt - Champs - Elysées - Clémenceau»، داعية المواطنين في حال الطوارئ إلى الاتصال على رقم (0033626238195) - (0033673656324). ويبدي سعوديون تعاطفاً مع الفرنسيين في حال تعرض بلدهم إلى حوادث إرهابية، ففي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2015، وجهت الإضاءة أعلى برج المملكة في الرياض بألوان علم فرنسا، تعبيراً عن إدانة المملكة لما حدث في العاصمة باريس من أعمال إرهابية نتج عنها وفاة وإصابة المئات من الفرنسيين والسياح، واستمرت الإضاءة ثلاثة أيام. ويزور فرنسا سنوياً أكثر من 200 ألف سعودي، ويوجد فيها أكثر من 1400 طالب سعودي مبتعث، في الوقت نفسه يبلغ عدد التأشيرات التي أصدرتها السفارة الفرنسية في الرياض سنوياً للسعوديين 80 ألف تأشيرة. ونتيجة لزيادة إقبال السعوديين على السفر إلى فرنسا، قررت القنصلية الفرنسية في جدة في العام 2014، تمديد التأشيرات لهم إلى ثلاثة أعوام، بعدما كانت محددة سابقاً بعام واحد. وكشفت أن غالبية طالبي التأشيرات من سكان مكةالمكرمة، وجاء سكان الطائف وأبها في المركز الأخير، لافتة إلى ازدياد عدد التأشيرات التي أصدرتها القنصلية بنسبة 30 في المئة. من جانب آخر، أعفت فرنسا حاملي جواز السفر السعودي الخاص من استخراج فيزا «شينغين»، بدءاً من نيسان (أبريل) 2016 الماضي، في حال كانت مدة الزيارة تستغرق أقل من 90 يوماً. وتسعى فرنسا إلى استقطاب السعوديين للدراسة في جامعاتها، فعينت لهم موظفاً خاصاً في قنصليتها في جدة لمساعدة الطلاب الراغبين في الابتعاث إليها، إذ ساعدت القنصلية أكثر من 400 طالب سعودي ابتعثوا إلى فرنسا في العام 2013، بينهم حوالى 50 طبيباً. وتأثر آلاف من السعوديين من درسوا وعاشوا فرنسا بنمط الحياة فيها، التي استلهم منها المؤلف السعودي أحمد أبو دهمان روايته «الحزام» التي كتبها بالفرنسية، ونشرت في العام 2000، ويحكي فيها قصة تأثره بالحياة «الفرانكفونية»، بعدما قصدها في تسعينات القرن الميلادي الماضي، لنيل شهادة الدكتوراه.