هرباً من الاضطهاد وعذابات لم يتخيلن – ولو للحظة - أنهن أتين بمحض إرادتهن ليصطلين بنارها، تقفز بعض العاملات المنزليات من نوافذ وشرفات عالية تتجاوز ارتفاعاتها عشرات الأمتار، لمساكن يعملن في خدمة أصحابها، في لحظة يأس وقنوط او خوف وقهر. ما الذي يمنعهن؟ فبضعة أمتار ليست شيئاً يذكر عند اللائي قطعن آلاف الكيلومترات بحثاً عن «دراهم معدودة»، يتمكنّ من خلالها العيش وإعاشة ذويهن المنتظرين بلهفة بضعة ريالات آتية من بلاد بعيدة، تؤجل دخولهم في نادي الأموات الأحياء. استطاع الظلم والشعور بالاضطهاد والمعاملة السيئة من جانب أسر سعودية النيل من الكثير من العاملات المنزليات، فمستشفى الملك فهد وحده - مثلاً - يستقبل أسبوعياً ثلاث إلى أربع حالات «قفز» انتحارية لعاملات منزليات، آثرن «الهروب إلى الموت» بحثاً عن «الخلاص» من جحيم الاضطهاد. قصص من الاضطهاد والاستبداد اللاإنساني ترويها عاملات منزليات ل «الحياة»، في الوقت الذي يبقى فيه التحرك لكبح جماح الاعتداء على العاملات غير ملموس، باستثناء بعض الأصوات التي لم تستطع كبت اعتراضها على تصرفات تفتقر إلى الإنسانية. في الحلقة الأولى من التحقيق الذي تفتحه «الحياة» حول «هروب عاملات منزليات إلى التهلكة» تحكي عاملات نجين من محاولات انتحار أقدمن إليها، وأخريات لا يزلن يرقدن على السرير الأبيض. ثلاث حالات قفز انتحاري على الأقل «أسبوعياً»... يستقبلها مستشفى واحد! «حورية» قفزت من الدور الثالث... و«نيني» لم تفكر إلا بالموت انتهاكات لا إنسانية ... في حق العمالة المنزلية