تابعت أجزاء متقطعة من لقاء الاتحاد الدوري أمام الفيصلي والتي انتهت بالتعادل العادل بين الطرفين، ولم أركز على اللقاء كمشاهد بل ركزت على حفنة العبارات القاسية التي وزعها حضور المناسبة الاجتماعية التي حضرتها مستمعاً. تناثر القوم حول التلفزيون وصار تفكيرهم منصباً على المشاهد المؤذية التي تسابق لاعبو الاتحاد على اخراجها وتنافسوا على النيل من اللاعب الخصم متبعين قاعدة إذا فاتت الكورة لا يفوت «الزول» حضور الحفلة تسابقوا بوتيرة لاعبي الاتحاد نفسها، ولكن تنافس الحضور كان على توزيع عبارات قاسية ومؤلمة ومفزعة على لاعبي الاتحاد، لو سمع لاعبو الاتحاد بعضها لتورعوا قيلا في إخراج فيلمهم الهوليودي البشع، أو لتريثوا قليلاً قبل الإقدام على الزحلطة والرفس والانبراش، بل قد يفكرون في الاعتزال الجماعي. سمفونية لاعبي الاتحاد قابلها المعازيم بعبارات هذه نماذج منها ( تربية الأحياء الشعبية هذا نتاجها)، (حتى فرق الحواري لا تفعل ذلك قبل ثلاثين عاماً)، (رحب لاعبو الاتحاد بعود المؤثر بهذه الصورة، لأن هذه ثقافتهم)، (هذه النوعية من اللاعبين يجب عدم دخولهم للأندية)، (بعد هذا الفاصل السلوكي امنعوا أبناءكم من تشجيع الاتحاد)، (على إدارة الاتحاد إرسال بعض اللاعبين لنادي الهلال للاحتكاك بلاعبي الهلال والتعود على الخلق الرفيع الذي يمحق السلوك السيئ)، (من أمن العقوبة أساء الأدب)، (لا دخل للجهازين الفني والإداري بما يحصل في الملعب، فهذا قرار نابع من اللاعب ذاته، ولا يمكن تربيته وقد وصل لهذا العمر)، (حتى اللاعبين الأجانب تأثروا سلبياً بعقلية اللاعب الاتحادي وأصبحوا من الطينة والعجينة نفسها)،(حضر البلوي لرفع المعنويات فكافأوه بتعاطي الكروت الملونة وبنتيجة أبعدتهم عن اللقب)،(سيسجل السيد جوزيه في مذكراته أسواء صور وأبشع ذكريات عن لاعبين لا يلعبون كرة قدم )،(لاعبو الفيصلي من دون نجوم الملايين وصلوا للمرمى الاتحادي من أقصر الطرق، وقدموا درساً بليغاً في فن تعاطي الرياضة فنالوا تقدير الجميع)، (لو طبق الحكم القانون لطرد نصف لاعبي الاتحاد)، (بلاتر سيرفض إقامة بعض مباريات مونديال 2022 في جدة خوفاً على اللاعبين العالميين من تصرفات لاعبي الاتحاد)، (فريق الاتحاد منضبط ومحترم في معسكر البرتغال وبعد العودة حقق ستة انتصارات متتالية، فهل لعودة نور غير المنضبط دور في عدم انضباط لاعبي الاتحاد؟)،(ماذا يفعل الآباء والأمهات وهم يشاهدون أبناءهم لاعبي الاتحاد بهذه الصورة التربوية التي تسيء للأسرة بأكملها قبل اللاعب وقبل النادي الذي قدمهم للساحة). هذه نماذج مما سمعت في ليلة القبض على لاعبي الاتحاد متلبسين بسوء السلوك وسوء المظهر، وهناك عبارات وتعليقات أخجل عن ذكرها ويندى لها الجبين ويتحمل قائلها بحق لاعبي الاتحاد وزرها، وعلى لاعبي الاتحاد التخلص من تصرفاتهم المنفلتة وعلى جماهير الاتحاد التفكير في الكيان لا في الإفراد، فالفريق السيئ الذي لعب أمام الفيصلي هو الذي جلب آخر بطولة لدولاب «العميد». Alhammadi1955#gmail.com