رداً على ما نُشر في «الحياة»، العدد «17406»، بتاريخ «24 ذو الحجة1431ه»، (30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010)، تحت عنوان «الدراما التلفزيونية اللبنانية» للكاتب داوود الشريان.بنظرة عامة وسريعة، وسرد لأحداث الدراما العربية على جميع تنوع المؤدين لأدوارها، فإنك لا تجد ما يفتح قابليتك للحنين على شيء منها، اللهم إلا إن كانت من تلك الدراما التي مشى فيها المرحوم مصطفى العقاد. أما الدراما المصرية فيُبكى عليها لا لها، لأنها حقيقة لم تثرِ في الجانب العربي شيئاً أبداً، بل أقول أثرت ولكن سلباً. وإن تحولت إلى تلك الدراما السورية، فلا تكاد تفرق عن شقيقتها المصرية إلا بعض المسلسلات التاريخية، وكثير منها لا يخلو من مشكلات في محتواها التاريخي وصدقها ومطابقتها للواقع، عدا عن مشكلاتها النحوية. وإن أدرت بوصة التذكار إلى ما تنتجه الدراما الخليجية، فخير لك أن تعطس من أن تفكر فيها، لأنها كانت انقلابة للمجتمع المنضبط أو المتشدد إلى انفتاح عنيف وكسر غير معهود للقيم والمبادئ والأعراف، وتتصدرها الدراما الكويتية. والحمد لله أن الله أراحنا من الدراما اللبنانية، لأنها ستوغل في طعن الوضع العربي أكثر فأكثر، فعلام يا صديقي تندب حظك عليها وتناشد عودتها؟ ألا يكفيك ما تنتجه من فيديو كليبات، وما تخرجه من فنانين وفنانات أصحاب شموخ عربي أبيِّ، وجل شباب العرب ضائع الطموح والفكر هم من هواة الطرب اللبناني، فهذا يكفينا وحسبنا به. مشكلة كل ما مر من دراما أنها لا تضفي على الواقع العربي ولا الفكري ولا الإنساني أي رقي أو تطور، ومشكلة الشباب العربي أنه ضائع الفكر، وميت التدبير، ومقتول الموهبة، لأن الدراما التي يشاهدها تقتل الوجدان وتوجه الطاقات إلى عشق وحب وتعلق، وإن كانت أرحم فتوجهها إلى الساطور والخنجر وأمور عافتها النفوس. فلا أعاد الله تلك الدراما التي نناشدها، إن كانت في تدمير شبابنا العربي وتحطيم مواهبه. ما أجمل الدراما إن كانت تزيد من توقد الذهن، وتشغيل الفكر، وترشيد المشاهد لها وتحفيزه، غير أن كل ذلك مَحْل في أعمالنا الدرامية العربية. جعفر عبدالله الوردي - الرياض [email protected]