شاركت 9 دول عربية في أعمال الحلقة العلمية «الأساليب الحديثة في مكافحة الفساد» التي اختتمت أمس ونظمتها كلية التدريب في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مقرها في الرياض. وناقشت الحلقة، التي استمرت 3 أيام، مفهوم الفساد وأشكاله وأسبابه ونتائجه، والفساد وأخلاقيات الإدارة، والاستراتيجيات الحديثة في مكافحة الفساد، والإطار الشرعي والقانوني للمكافحة، ودور الإعلام في مكافحة الفساد، ومفهوم الرشوة وأسبابها والآثار المترتبة عليها، ونهب المال العام المفهوم والأسباب، إضافة إلى التجارب العربية والدولية في مكافحة الفساد. حضر حفلة الاختتام التي شارك فيها 55 مشاركاً من العاملين في هيئات التحقيق والنيابة العامة، وجهات الاختصاص من: الأردن والإمارات والمملكة العربية السعودية والسودان وسورية وفلسطين وقطر والكويت وليبيا، رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز الغامدي وعضو مجلس الشورى المشرف العلمي على الحلقة الدكتور عبد الرحمن بن أحمد هيجان. ورحب الدكتور الغامدي في كلمة له بالضيوف والمشاركين في بيت الخبرة الأمنية العربية الذي يقوم على إعداد البرامج التدريبية التي تلبي حاجات الأجهزة الأمنية العربية، موضحاً أهمية موضوع الحلقة، كونه من أهم القضايا التي يعنى بها العالم حالياً، مؤكداً مكافحة الفساد مهمة شاقة تستدعي تضافر الجهود المجتمعية والدولية للنجاح فيها. وأشار إلى أن تنظيم الجامعة لهذا البرنامج التدريبي المهم حول الأساليب الحديثة في مكافحة الفساد يأتي استشعاراً من الجامعة لخطورة الفساد وما يترتب عليه من أضرار مادية وبشرية جسيمة، لافتاً إلى ان الحلقة استقطبت هيئة علمية مميزة حتى تحقق أهدافها وغاياتها. من جهته، ألقى وكيل كلية التدريب بالجامعة الدكتور إبراهيم بن عبدالله الماحي كلمة استعرض فيها أهمية التدريب ودوره في تنمية المهارات ورفع القدرات العلمية والعملية، كما استعرض برنامج كلية التدريب خلال العام 2011. وألقى المشرف العلمي على الحلقة الدكتور عبدالرحمن أحمد هيجان كلمة تناول فيها محاور الحلقة، مبرزاً دور المملكة في مكافحة الفساد على المستوى الإقليمي والدولي من خلال تشريع الأنظمة والتوعية والرقابة والضبط ومن خلال مساهمة مؤسسات المجتمع المدني والرسمي كافة في مكافحة هذه الجريمة. وأشاد بدور الجامعة وتميزها في مجال مكافحة الفساد وجهودها المقدرة لتحقيق الأمن عربياً ودولياً. وفي اعقاب ذلك القى الرائد عبدالله الشريف من ليبيا كلمة المشاركين قدم خلالها الشكر للجامعة على البرنامج التدريبي. يذكر أن هدف الحلقة إبراز الأنظمة والتنظيمات المحلية والدولية في مكافحة الفساد، وتعزيز فاعلية الأساليب الدولية في مكافحة الفساد، وكشف حقيقة إسهام القطاع الخاص في مكافحة الفساد، وإبراز دور المجتمع المدني في مكافحته. وانطلاقاً من دور جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الرائد في مكافحة الظواهر الإجرامية المختلفة وتلمّس المشكلات التي يعاني منها العالم حالياً، ومنها جرائم الفساد في إطارها الدولي، خصوصاً بعد استفحالها في ظل العولمة وثورة الاتصالات الأمر الذي جعل من جرائم الفساد داء عالمياً شمولياً عميق الجذور تصعب مكافحته وعلاجه بصورة فردية، وهو ما يحتم ضرورة العمل الجماعي والتعاون الدولي لمكافحة هذه الجرائم - قد أولت - موضوع مكافحة الفساد عنايتها من خلال المناشط العلمية المتمثلة في الدورات التدريبية والحلقات والندوات العلمية، إضافة إلى المؤتمرات الدولية، إذ سبق ونظمت الجامعة مؤتمراً دولياً لمكافحة الفساد بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة وصدر عن ذلك المؤتمر الذي شاركت فيه وفود من مختلف دول العالم (إعلان الرياض) لمكافحة الفساد الذي يعد إحدى وثائق الأممالمتحدة المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم تعميمه على الدول الأعضاء والجهات ذات العلاقة.