صدر للفنان التشكيلي العراقي المقيم في بريطانيا علي حسين الودي كتاب «أغاني أم كلثوم في لوحات فنية» عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام في القاهرة، في طبعة تقع في 160 صفحة من القطع الكبير. الكتاب يمزج بين قصائد أغاني سيدة الغناء العربي، وبين الفن التشكيلي، من خلال 30 لوحة فنية ملونة للفنان. ويتناول حياة أم كلثوم، أو فاطمة إبراهيم البلتاجي وهو اسمها الحقيقي، بدءاً من ميلادها الى نشأتها، الى نزوحها إلى القاهرة، ثم انطلاقتها الفنية، ومراحل تاريخها الفني الطويل وإنجازاتها والجوائز والأوسمة التي نالتها. ويتضمن الكتاب كلمات ثلاثين أغنية من أشهر أغانيها العربية والمترجمة إلى الإنكليزية والكردية والسويدية، إضافة إلى النوتات الموسيقية لبعض هذه الأغاني. في مقدمة الكتاب التي حملت عنوان «لماذا أم كلثوم؟»، يقول علي الودي: «منذ أدركت أن الموسيقى غذاء الروح، تعلقت وجدانياً بصوت أم كلثوم وموسيقى أغانيها الشجية، وكنت حريصاً وأنا فتى أن أستمع إلى حفلاتها الحية التي كانت تنقلها الإذاعة المصرية، وأسهر معها مثل بقية المعجبين الحالمين المنتشرين في أصقاع الأرض. وكنت أردد مع نفسي أغانيها بفرح غامر، وطرب لذيذ، أحسه وأعيشه برومانسية شكّلت في دواخلي شيئاً من عوالم كانت تحلق بي عالياً في فضاء الروح. وحين كنت أجد متسعاً من الوقت أيام الشباب، كنت أقوم برسمها بقلم الرصاص على ورق أحمله معي، وأضعه بين طيات كتبي، وكانت تتملكني رغبة في أن أعبِّر عن محبتي لفنها الرائع بالكلام، لكنني لم أكن شاعراً، ولا منشئاً. ومرت الأيام، وزاد تعلقي بأدائها على نحو أصبح يلازمني في غرفتي، ومرسمي، وسفري، لذا حين أردت تكريم صوت مَن علمتني حب الجمال، وجدتُني أقدم هذه اللوحات التشكيلية مقرونة بأسماء صانعي الشعر والألحان، وبترجمات أربع، وفاءً لها، وإشادة بالكلام والألحان. ولعلي قدمت في ذكرى رحيل كوكب الشرق وسفيرة غنائه العربي لوحات وفاء اعترافاً بما لفنها على ذائقتي التشكيلية والموسيقية من أثر». ويقول الناقد والأكاديمي العراقى الدكتور عبد الرضا عليّ عن الكتاب: «أغاني أم كلثوم التي جسّدها الفنان عليّ الودّي على نحوِ لوحاتٍ تشكيلية، لم تكن محاولة لمجاراة معنى الشعر المغنَّى وحسب، إنما أضفى عليها من رؤاه الرمزية الفلسفية عند تلقيه الكلمة المموسقة لحنيًا، فحاول أن يُظهر المسكوت عنه في ما وراء الشعر واللحن والأداء، فعكست لوحاته ما كان يدور في وعيه ولاوعيه من حوارٍ فلسفي، كونهُ توحّد الكلام بالصوت الذي عشقه منذ صباه، وردَّده مع ذاته دائماً، في مرسمه وحله وترحاله».