روما – أ ب، رويترز، أ ف ب - نجا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني بفارق ضئيل من الأصوات أمس، من مذكرة لحجب الثقة في مجلس النواب عن حكومته التي اعتبرتها المعارضة «ميتة سريرياً». ورُفضت مذكرة حجب الثقة عن الحكومة، ب314 صوتاً في مقابل 311 وامتناع نائبَين، فيما فاز بيرلوسكوني بسهولة في تصويت مماثل في مجلس الشيوخ، بغالبية 162 صوتاً في مقابل 135، بفضل دعم حلفائه في «رابطة الشمال». وكان جيانفرنكو فيني رئيس مجلس النواب والحليف السابق لبيرلوسكوني منذ 16 سنة، تعهد مع أكثر من 30 نائباً بعد طردهم من «حزب شعب الحرية» التابع لرئيس الوزراء، بجعل الأخير أقلية عبر تصويت على مذكرة قدمها بحجب الثقة عن الحكومة، وأيدتها المعارضة. وكانت جلسة مجلس النواب صاخبة، وعُلّقت لفترة وجيزة، بسبب شجار بين نواب من اليمين، بعد انسحاب نائبين من مجموعة فيني أيّدا بيرلوسكوني في اللحظة الاخيرة. والمفارقة ان فيني، بوصفه رئيساً للبرلمان، أعلن نتائج التصويت التي انتهت لمصلحة بيرلوسكوني، ورفع الجلسة سريعاً من دون الادلاء بتعليق. وعلّق بيرلوسكوني على نجاته من حجب الثقة، قائلاً: «كنت أتوقع ذلك». وخرج من قاعة مجلس النواب بعد التصويت، محاطاً بمؤيدين ونواب حزبه وهم يهتفون: «سيلفيو انت الأقوى، لقد فعلتها». وقال لدى دخوله قاعة الغالبية في البرلمان: «الآن أنا هادئ، كما كنت دائماً». اما وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني فاعتبر أن منح الحكومة الثقة «يسمح بتوسيع الائتلاف نحو قوى سياسية أخرى». وقال: «لدينا غالبية مستقرة في مجلس الشيوخ، وأخرى محدودة في مجلس النواب، ما يسمح لنا بالحكم وتنفيذ اقتراح بيرلوسكوني توسيع الائتلاف نحو قوى سياسية أخرى، من أجل بدء مرحلة جديدة للحكومة التي ستستمر على أي حال». وقال فابريسيو سيشيتو زعيم كتلة «حزب شعب الحرية»، أثناء النقاش في مجلس النواب: «لحسن الحظ ان لدينا بيرلوسكوني. ولو لم يكن موجوداً، لتوجب اختراعه. اريد ان اؤكد لكم ان موسم بيرلوسكوني لم ينتهِ». وتوجّه الى فيني قائلاً: «من يشقّ وحدة اليمين، يرتكب خطأً سياسياً ويضع نفسه في تعارض مع التصويت الشعبي». في المقابل، قال إيتالو بوشينو رئس كتلة نواب فيني، متوجهاً الى بيرلوسكوني: «يمكنك ان تتلو علينا دروساً في كيفية ان يصبح المرء غنياً، لكن بالطبع ليس في شأن كيفية وقف التعفّن السياسي». واتهم رئيس الوزراء ب «خيانة الارادة الشعبية» للناخبين، من خلال «طرده بجريمة القدح» لفيني الصيف الماضي. وعلى رغم فشل مذكرة حجب الثقة، ستواجه الحكومة التي تحظى بغالبية ضئيلة، صعوبة في إقرار إصلاحات تُعتبر مهمة للتغلب على الركود الاقتصادي في البلاد.