سيول، موسكو، نيويورك – أ ب، رويترز، ا ف ب – هددت كوريا الشمالية امس، بمهاجمة كوريا الجنوبية، بعد انضمام سيول الى خطة أطلقتها الولاياتالمتحدة تجيز تفتيش السفن التي يشتبه بنقلها مواد نووية وأسلحة دمار شامل أخرى، فيما أيدت روسيا «قراراً حازماً» يصدره مجلس الأمن حول بيونغيانغ بعد إجرائها تجربة نووية ثانية قبل أيام، لكنها رفضت مبدأ «العقاب لمجرد العقاب»، كما اتخذت إجراءات عسكرية وقائية خشية نشوب نزاع نووي في شبه الجزيرة الكورية. واعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية اطلقت خمسة صواريخ قصيرة المدى منذ تجربتها النووية الاثنين الماضي. واكدت بيونغيانغ أنها لم تعد ملزمة بهدنة عام 1953 التي أعقبت الحرب الكورية (1950-1953). وحذر الجيش الكوري الشمالي من ان عدم التزام بيونغيانغ بهدنة 1953 يعني ان «شبه الجزيرة الكورية ستصبح مجدداً في حالة حرب». واعتبرت كوريا الشمالية قرار سيول الانضمام الى المبادرة الامنية لمكافحة اسلحة الدمار الشامل، التي اطلقتها الولاياتالمتحدة عام 2003 وانضمت اليها 90 دولة، بمثابة «اعلان حرب». وكانت كوريا الشمالية احد اكبر مصدري الصواريخ، خلال السنوات الاخيرة. ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن ناطق باسم الجيش تحذيره من ان «اي عمل عدائي في حق سفننا المسالمة، بما في ذلك التفتيش والمصادرة، سيُعتبر انتهاكاً لا يغتفر لسيادتنا وسنرد على الفور بضربة عسكرية قوية». وقال ان «اولئك الذين استفزونا، سيواجهون عقاباً بلا رحمة لا يمكن تصوره». اعادة تشغيل تزامن ذلك مع تقرير نشرته صحيفة «شوسون ايلبو» الكورية الجنوبية، أفاد بأن كوريا الشمالية عاودت تشغيل مفاعل يونغبيون لإعادة معالجة الوقود النووي. واضافت ان «اقماراً اصطناعية اميركية للتجسس رصدت اخيراً مؤشرات على تصاعد بخار من المنشأة»، ما يؤشر الى اعادة تشغيل المنشآت التي تنتج البلوتونيوم التي تدخل في صنع قنبلة نووية. مجلس الأمن في غضون ذلك، يستعد مجلس الأمن لإصدار قرار قد يتضمن عقوبات جديدة على بيونغيانغ. لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رأى ان القرار لن يصدر قبل نهاية هذا الاسبوع، فيما اعتبر رئيس الوزراء الياباني تارو اسو ان «من المهم ان يتضمن القرار عقوبات جديدة». وقال السفير الفرنسي لدى الاممالمتحدة جان موريس ريبير: «نحن في حاجة الى بعض الوقت» لاصدار قرار مماثل، كما اشارت نظيرته الاميركية سوزان رايس الى ان «محادثاتنا ومداولاتنا ستحتاج الى بعض الوقت». في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «على مجلس الأمن ان يعبر عن موقف حازم ويتخذ تدابير لتفادي مزيد من الانتهاكات لنظام حظر الانتشار النووي». واستدرك: «علينا الا نعاقب لمجرد العقاب». واضاف: «علينا ان نجد قنوات في هذا القرار لتأمين ظروف معاودة المفاوضات السداسية» حول تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر ديبلوماسي روسي ان موسكو تؤيد ان يصدر مجلس الأمن قراراً ملزماً في اطار الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة، والذي يمنح المجلس سلطات تحرك واسعة يمكن ان تكون عسكرية. مخاوف روسية ونسبت الوكالة إلى مصدر أمني أن التوتر بين الكوريتين قد يؤثر على الأمن في أقصى شرق روسيا المحاذي لكوريا الشمالية. وقال: «ظهرت الحاجة إلى رزمة مناسبة من الاجراءات الاحترازية. لا نتحدث عن تصعيد الجهود العسكرية، بل بالأحرى عن اجراءات في حال تفجر مواجهة عسكرية قد تكون باستخدام أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية». اما وكالة «إيتار تاس» فنقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله: «نرى أن هناك اقتراباً خطيراً من حافة الهاوية وحرباً للأعصاب، ولكنها لن تتحول إلى حرب محمومة. الأمر يتطلب ضبط النفس».