كتاب «نشأة وتطور نظام حماية حقوق المؤلف في المملكة العربية السعودية»، للإعلامي السعودي محمد عبدالله السلامة الذي قدم له الدكتور مدني علاقي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً، من الإصدارات المهمة، خصوصاً أن هذا الموضوع يفتقر إلى قلة المراجع الرصينة والموثقة التي تغطي موضوع حقوق المؤلف في المملكة. وتطرق الكتاب لعدد من المواضيع ذات العلاقة بحقوق المؤلف، وقدم بشكل تدريجي لتطور نظام حماية الحقوق الفكرية في المملكة العربية السعودية، وأبرز دور الجهات الرسمية، خصوصاً وزارة الثقافة والإعلام صاحبة الاختصاص في هذا الموضوع في حماية حقوق المؤلف السعودي والأجنبي. ويشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أن نشأة وتطور نظام حماية حقوق المؤلف في المملكة العربية السعودية يبرز أهمية الإنتاج الفكري وتطور نظام حماية حقوق المؤلف، وكذلك أهمية هذه الحماية بالنسبة للمجتمع وتطوره الثقافي والحضاري، كما في المجتمعات المتقدمة التي سنت قوانين حماية الحقوق الفكرية وتقوم بتطبيقها بشكل جدي وقانوني، ما يشجع الإبداع لجميع أشكال الإبداع لأنه يحفظ حقوق المبدعين المادية والمعنوية ما يجعلهم يتمتعون بنوع من الاستقلالية الحقيقية عن الجهات الرسمية. وأشار المؤلف إلى هذه الجزئية، فأكد أن حقوق المؤلف في المملكة العربية السعودية هي أحد أهم العوامل المشجعة على الابتكار، ما سيكون له من آثار إيجابية على مستوى المملكة لأن ذلك سيشجع على الإبداع في جميع الفنون والآداب. وما يضيف أهمية لهذا الكتاب أنه يصدر في وقت نعيش فيه ثورة معلوماتية لم يسبق للبشرية أن مرت بها، فبثورة الاتصالات من خلال «الانترنت» ووسائل الإعلام الفضائية، أصبحت الحدود ومفاهيم السيادة غير موجودة كما في السابق، ما يعطي مفاهيم وقوانين حقوق الملكية الفكرية إبعاداً عالمية، فالقضية لا تخص إنتاجاً فكرياً داخل دولة معينة أو إقليم محدد، بل إننا نعيش في قرية كونية واحدة، فالشركات المنتجة والمصدرة والناشرة للأعمال الإبداعية ذات الشكل الفكري تقوم بحماية حقوقها في كل دول العالم، ونجد أشكالاً من الضغوط تُمارس على الدول التي لا تطبق قوانين الحماية الفكرية، بل إن بعض الدول لم يسمح لها مثلاً بالانضمام لمنظمة التجارة العالمية قبل أن تفي بشروط الحماية الفكرية في قوانينها المحلية، ومن خلال التوقيع على الاتفاقات الدولية في مجال الملكية الفكرية، وقد تطرق المؤلف بشيء من التفصيل إلى الاتفاقات الدولية في مجال الملكية الفكرية، بدءاً من اتفاق برن الذي يعتبر أول اتفاق متعدد الأطراف يُبرم تحت ضغط المؤلفين والناشرين الأوروبيين الذين شعروا بالحاجة الماسة لحماية حقوقهم، وقد وقع هذا الاتفاق في مدينة برن في عام 1896 وصولاً إلى الاتفاق العالمي لحقوق المؤلف الذي اعتمد في جنيف عام 1952. وتطرق الكتاب وبشكل مفصل إلى أنواع الاعتداء على حقوق المؤلف، ومنها مثلاً التقليد والتزييف والسرقة الأدبية والقرصنة الفكرية، وهي كما أشار المؤلف إلى استنساخ المنتج الفكري من دون ترخيص وبيعه بشكل خفي ما يعرض من يقوم بمثل هذه الأعمال إلى المساءلة القانونية التي قد يترتب عليها دفع مبالغ وتعويضات كبيرة، وقد تصل العقوبة إلى السجن والتشهير. ويؤكد المؤلف أن المملكة العربية السعودية تولي قضية حقوق الملكية الفكرية أهمية قصوى انطلاقاً من قوانينها التي تعمل على تطبيقها داخل المملكة لحماية حقوق أصحابها الأصليين، وكدليل على هذا الاهتمام تم إنشاء إدارة عامة بوزارة الثقافة والإعلام تحت مسمى الإدارة العامة لحقوق المؤلف التي تعمل لتطبيق أحكام حماية حقوق المؤلف الصادر بقرار من مجلس الوزراء بتاريخ 19-4-1410ه، إضافة إلى تطبيق الاتفاقات الدولية الصادرة بهذا الشأن. [email protected]