رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بالمقاربة الأميركية الجديدة القاضية بتناول جميع ملفات الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة، بعد قرار واشنطن التخلي عن مساعيها لتجميد النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، فيما جددت السلطة الفلسطينية موقفها بعدم العودة الى اي نوع من المفاوضات من دون اقرار مرجعية واضحة لعملية السلام تتمثل في الاعتراف بحدود العام 1967 للدولة الفلسطينية المستقلة ووقف الاستيطان. وجاء كلام نتانياهو قبل ساعات من لقائه الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل العائد إلى المنطقة بعد غياب زاء أربعة شهور. وتوقعت مصادر سياسية رفيعة أن يطالب ميتشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن يعرض في الأسابيع المقبلة مواقف إسرائيل من القضايا الجوهرية للصراع. ويتوجه ميتشل اليوم الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، علماً أن الأخير سيتوجه غداً الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة العربية. وذكر عباس، خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله أمس، أن الاميركيين اقترحوا عليه نوعاً جديداً من المفاوضات سموها «مفاوضات موازية» بدلاً من «المفاوضات المباشرة» و»المفاوضات التقريبية» التي جربت في الماضي ولم تنجح. وجدد موقفه بعدم القبول بالعودة الى اي نوع من المفاوضات من دون اقرار مرجعية واضحة لعملية السلام تتمثل في الاعتراف بحدود العام 1967 للدولة الفلسطينية المستقلة ووقف الاستيطان. وطالب عباس وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون، التي ترأست اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل أمس، بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967، كما دعا اللجنة الرباعية الدولية الى عقد اجتماع عاجل لوضع الاسس الكفيلة باعادة اطلاق عملية السلام. وذكر مسؤول فلسطيني رفيع ان «عباس وجه قبل شهور رسالة مكتوبة الى الجانب الاميركي بشأن الحل السياسي، خصوصاً الحدود، طالب فيها واشنطن بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود ال67 بما فيها القدسالشرقية، مع استعداد لقبول تبادل للأراضي بين الدولتين بنسبة 1.9 في المئة لحل مشكلة المستوطنات». وفيما يتوقع الفلسطينيون ان تتسم المرحلة المقبلة باتصالات اميركية مكثفة مع الجانب الاسرائيلي لحمله على اعلان موقفه بشأن الاقتراحات الفلسطينية، استبعد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد ان «يحمل ميتشل اية مقترحات جديدة، خصوصاً ان اجتماع صائب عريقات مع وزيرة الخارجية الاميركية لم يحمل أي جديد او تغيير في السياسة الاميركية». وفيما اعتبر ترحيب نتانياهو بالمقاربة الأميركية الجديدة لعملية السلام محاولة لتخفيف الضغوط المتوقعة عليه من الولاياتالمتحدة واوروبا لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين في شكل جدي، ارتفعت درجة الغليان داخل حزب «العمل» ضد زعيمه وزير الدفاع ايهود باراك على خلفية مواصلة الشراكة مع نتانياهو، ما ينذر باحتمال إرغام باراك على سحب حزبه من الائتلاف الحكومي. وكان نتانياهو أعلن في مؤتمر اقتصادي في تل أبيب أمس ان «الولاياتالمتحدة فهمت بعد عام ونصف العام اننا نخوض مناقشات لا معنى لها حول قضية هامشية هي البناء في المستوطنات» مشيراً الى ان المفاوضات غير المباشرة ستتناول جميع قضايا الصراع الجوهرية. واعتبر نتانياهو تخلي الولاياتالمتحدة عن شرط تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات المباشرة «يصب في مصلحة إسرائيل ومصلحة السلام أيضاً». الى ذلك، دعا عشرة من كبار القادة العالميين السابقين، بينهم الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر والامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، الاسرائيليين والفلسطينيين الى التفاوض حول الحدود والترتيبات الامنية تمهيداً لقيام دولتين متجاورتين.