علمت «الحياة» أن العلاقات القطرية - التونسية ستدخل نهاية الأسبوع الجاري مرحلة جديدة يطوى خلالها ملف سنوات شهدت بروداً وتوتراً، خصوصاً خلال العامين الماضيين بسبب احتجاجات تونسية على برامج ورؤى معارضين تونسيين بثتها قناة «الجزيرة». وفي أول خطوة من نوعها منذ خمس سنوات، ستستأنف اللجنة العليا القطرية - التونسية اجتماعاتها في تونس الأربعاء والخميس المقبلين، بعدما واجهت صعوبات في عقدها، لكن على رغم ذلك تواصلت الاتصالات بين القيادتين وأعيد فتح السفارة في وقت سابق وكانت اغلقت لبعض الوقت. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تربطه علاقات قوية مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، زار تونس قبل مشاركته في قمة ليبيا. وقرر البلدان أن تعقد اللجنة المشتركة اجتماعاتها هذه المرة على مستوى رئيسي الوزراء، وكانت تلتئم على مستوى وزيري الخارجية، وسيرأس الوفد القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني فيما يرأس الجانب التونسي رئيس الوزراء محمد الغنوشي. وعينت تونس أخيراً الدكتور أحمد القديدي سفيراً جديداً في الدوحة لتطوير العلاقات، وكان يعمل استاذاً في جامعة قطر ويتمتع بعلاقات واسعة مع القطريين، كما عرف بأنه ناشط في مجال المجتمع المدني والصحافة القطرية وكان يعمل رئيساً للأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية. وفيما أكد القديدي ل «الحياة»أن اجتماع اللجنة المشتركة «سيعطي دفعة ونقلة نوعية للعلاقات التي نريدها نموذجية ومثالية وشاملة»، أفاد أن البلدين سيوقعان» 12 اتفاقاً في مجالات استثمارية واقتصادية وصناعية وتعليمية وصحية وإعلامية (بين وكالتي الأنباء) وفي مجال التكنولوجيا ومجتمع المعرفة، وقد تضاعف عدد التونسيين في قطر خلال عامين وبلغ نحو تسعة آلاف شخص». وأوضح أن شركة «الديار» وهي احدى أذرع الاستثمارات الخارجية القطرية تنفذ في تونس مشروعاً سياحياً كبيراً في واحات توزر. وعلم أن الرئيس التونسي أطلع على مجسم المشروع الذي «يراعي خصوصية الأسرة القطرية والخليجية».